التفاسير

< >
عرض

لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ
٧٠
أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ
٧١
وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ
٧٢
وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ
٧٣
وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ
٧٤
لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ
٧٥
فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ
٧٦
-يس

حاشية الصاوي

قوله: { لِّيُنذِرَ } متعلق بمحذوف دل عليه ما قبله قوله: (بالياء والتاء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (وهم المؤمنون) أي وخصوا بالذكر، لأنهم هم المنتفعون به. قوله: (وهم كالميتين) أخذ هذا من المقابلة في قوله: { مَن كَانَ حَيّاً }. قوله: (والاستفهام للتقرير) أي وهو حمل المخاطب على الإقرار بالحكم. قوله: (والواو الداخلة عليها للعطف) هذه العبارة تحتمل التقريرين السابقين في نظير هذه الآية، وهما أن الهمزة إما مقدمة من تأخير، لأن لها الصدارة، والواو عاطفة على قوله فيما تقدم { { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ } [يس: 31] أو داخلة على محذوف، والواو عاطفة عليه، والتقدير: ألم يتفكروا ولم يروا.
قوله: { أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم } اللام للحكمة، أي حكمة خلقنا ذلك انتفاعهم. قوله: (في جملة الناس) أشار بذلك إلى أن هذه النعم ليست مقصورة عليهم، بل لهم ولغيرهم. قوله: { مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ } هذا كناية عن الحصر فيه سبحانه وتعالى، وهذا كقول الإنسان: كتبته بيدي مثلاً، بمعنى أني انفردت به ولم يشاركني فيه غيري، فهو كناية عرفية. قوله: { أَنْعاماً } خصها بالذكر، لأن منافعها أكثر من غيرها. قوله: (ضابطون) أي قاهرون مذللون، والأحسن أن يفسر قوله: { مَالِكُونَ } بالملك الشرعي، أي يتصرفون فيها بسائر وجوه التصرفات الشرعية ليكون قوله: { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ } تأسيساً لنعمة أخرى، لا تتميماً لما قبله. قوله: (كأصوافها) أي وجلودها ونسلها وغير ذلك. قوله: (أو موضعه) أي وهو الضروع. قوله: (أي ما فعلوا ذلك) أشار بذلك إلى أن الاستفهام انكاري، وأن قوله: { وَٱتَّخَذُواْ } إلخ، عطف على محذوف قوله: (يعيدونها) تفسير للاتخاذ.
قوله: { لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ } الجملة حالية، والمعنى حال كونهم راجين النصرة منهم. قوله: (نزلوا منزلة العقلاء) أي لمشاكلة عبادتهم، فعبر عنهم بصيغة جمع الذكور. قوله: { وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ } إلخ، { هُمْ } مبتدأ، و { جُندٌ } خبر أول، و { لَهُمْ } متعلق بجند، و { مُّحْضَرُونَ } خبر ثان. قوله: (أي آلهتهم من الأصنام) هذا أحد وجهين، والآخر أنه عائد على الكفار، والمعنى: يقومون بمصالحها، فهم لها بمنزلة الجند، وهي لا تستطيع أن تنصرهم. قوله: { مُّحْضَرُونَ } (في النار) أي ليعذبوا بها. قوله: { فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم، والمعنى: لا تحزن من قولهم، بل اتركه ولا تلتفت له. قوله: { إِنَّا نَعْلَمُ } إلخ، تعليل للنهي قبله. قوله: (فيجازيهم عليه) أي على ما صدر منهم سراً وعلانية، خيراً أو شراً.