التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ
٢٩
وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ
٣٠
فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَآ إِنَّا لَذَآئِقُونَ
٣١
فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ
٣٢
فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ
٣٣
إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ
٣٤
إِنَّهُمْ كَانُوۤاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ
٣٥
وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوۤاْ آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ
٣٦
-الصافات

حاشية الصاوي

قوله: { قَالُواْ بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } إلخ، أجابوا بأجوبة خمسة آخرها { فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ } والمعنى إنكم لم تتصفوا بالإيمان في حال من الأحوال. قوله: (إن لو كنتم مؤمنين) أي إن لو اتصفتم بالإيمان. قوله: (فرجعتم عن الإيمان إلينا) أي بإضلالنا وإغوائنا، كأنهم قالوا لهم: إن من آمن لا يطيعنا لثبات الإيمان في قلبه، فلو حصل منكم الإيمان لما أطعتمونا. قوله: { قَوْلُ رَبِّنَآ } أي وعيده، ومفعول القول محذوف قدره بقوله: (لأملأن جهنم) إلخ. قوله: { إِنَّا لَذَآئِقُونَ } إخبار منهم عن جميع الرؤساء والأتباع بإذاقة العذاب.
قوله: { فَأَغْوَيْنَاكُمْ } أي تسببنا لكم في الغواية من غير إكراه، فلا ينافي ما قبله. قوله: { إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ } أي فأحببنا لكم ما قام بأنفسنا، لأن من كان متصفاً بصفة شنيعة، يجب أن يتصف بها غيره، لتهون المصيبة عليه. قوله: (يوم القيامة) أي حين التحاور والتخاصم. قوله: (كما يفعل بهؤلاء) أي عبدة الأصنام، وقوله: (غير هؤلاء) أي كالنصارى واليهود. قوله: { إِنَّهُمْ كَانُوۤاْ } إلخ، أي عبدة الأصنام، وسبب ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أبي طالب عند موته، وقريش مجتمعون عنده فقال: قولوا لا إله إلا الله، تملكوا بها العرب، وتدين لكم بها العجم، فأبوا وأنفوا من ذلك وقالوا: { أَئِنَّا لَتَارِكُوۤاْ آلِهَتِنَا } إلخ. قوله: { يَسْتَكْبِرُونَ } أي يتكبرون عن قولها، وعن من يدعوهم إليها. قوله: (في همزتيه ما تقدم) أي من التحقيق فيهما، وتسهيل الثانية، بألف ودونها، فالقراءات أربع. قوله: { لَتَارِكُوۤاْ آلِهَتِنَا } من اضافة الفاعل لمفعوله، أي لتاركون آلهتنا، والمعنى لتاركون عبادتها.