التفاسير

< >
عرض

وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ عِينٌ
٤٨
كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ
٤٩
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ
٥٠
قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ
٥١
يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُصَدِّقِينَ
٥٢
أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ
٥٣
قَالَ هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ
٥٤
فَٱطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ
٥٥
قَالَ تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ
٥٦
وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ
٥٧
أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ
٥٨
إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ
٥٩
-الصافات

حاشية الصاوي

قوله: { عِينٌ } جمع عيناء، وهي الواسعة العين اتساعاً غير مفرط، بل مع الحسن والجمال قوله: { كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } شبهن هنا ببيض النعام، وفي سورة الواقعة باللؤلؤ المكنون لصفائه، وكون بياضه مشوباً ببعض صفرة مع لمعان، لأن هذه الأوصاف جمال أهل الجنة. قوله: (عما مر بهم في الدنيا) أي من الفضائل والمعارف، وما عملوه في الدنيا.
قوله: { قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ } أي من أهل الجنة لإخوانه في الجنة، وهذا من جملة ما يتحدثون به. قوله: (تبكيتاً) أي توبيخاً على عدم إنكار البعث. قوله: (ما تقدم) أي من القراءات الأربع، وهي تحقيق الهمزتين، وتسهيل الثانية بإدخال ألف وتركه. قوله: (مجزين) أي فهو من الدين بمعنى الجزاء. قوله: (أنكر ذلك) أي الجزاء والحساب، وقوله: (أيضاً) أي كما أنكر البعث. قوله: (لإخوانه) أي من أهل الجنة. قوله: (من بعض كوى الجنة) بضم الكاف مع القصر، وبكسرها مع القصر والمد، جمع كوة بفتح الكاف وضمها أي طبقاتها. قوله: (تشميتاً) أي فرحاً بمصيبته لأن الله نزع رحمة الكفار من قلوب المؤمنين. قوله: (مخففة من الثقيلة) أي واللام فارقة، ويصح أن تكون نافية، واللام بمعنى إلا، وعلى كل، فهي جواب القسم.
قوله: { أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ } الهمزة داخلة على محذوف، والفاء عاطفة عليه تقديره: أنحن مخلدون ومنعمون؟ فما نحن بميتين، إلخ. قوله: { إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ } { إِلاَّ } أداة حصر، و { مَوْتَتَنَا } منصوب على المصدر، والعامل فيه قول الميتين، ويكون استثناء مفرغاً، وهو بمعنى قوله تعالى:
{ { لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا ٱلْمَوْتَ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ } [الدخان: 56]. قوله: (هو استفهام تلذذ) أي فهو من كلام بعضهم لبعض، وقيل: من كلام المؤمنين للملائكة حين يذبح الموت، ويقال: يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت. قوله: (من تأييد الحياة) إلخ، لف ونشر مرتب. قوله: (الذي ذكر لأهل الجنة) أي من قوله: { { أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ } [الصافات: 41] إلخ.