التفاسير

< >
عرض

يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ
١٩
وَٱللَّهُ يَقْضِي بِٱلْحَقِّ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ
٢٠
أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ
٢١
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
٢٢
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
٢٣
-غافر

حاشية الصاوي

قوله: { يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ } خبر رابع عن المبتدأ الذي أخبر عنه برفيع وما بعده، والإضافة على معنى من، أي الخائنة من الأعين. قوله: (بمسارقتها النظر إلى محرم) ومن جملة ذلك: الرجل ينظر إلى المرأة، فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره،فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره. قوله: { وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ } أي عن العبادة من خير وشر. قوله: (أي كفار مكة) تفسير للواو في { يَدْعُونَ }. قوله: (بالياء والتاء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: { لاَ يَقْضُونَ بِشَيْءٍ } من باب التهكم بهم، إذ الجماد لا يوصف بقضاء ولا بغيره. قوله: { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } وعيد لهم على أفعالهم وأقوالهم، أي فيجازيكم بها.
قوله: { أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي ٱلأَرْضِ } لما بالغ في تخويف الكفار بأحوال الآخرة، أردفه بتخويفهم بأحوال الدنيا فقال { أَوَلَمْ يَسِيروُاْ } الخ، وقوله: { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } الخ { كَيْفَ } خبر { كَانَ } مقدم، و { عَاقِبَةُ } اسمها، والجملة في محل نصل على المفعولية، وقوله: { كَانُواْ } الخ جواب { كَيْفَ } والواو اسم { كَانَ } والضمير للفصل، و { أَشَدَّ } خبرها. قوله: { فَيَنظُرُواْ } يجوز أني كون منصوباً في جواب الاستفهام، وأن يكون مجزوماً نسقاً على ما قبله. قوله: { عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ } أي حال من قبلهم من الأمم المكذبة لرسلهم، كعاد وثمود وأضرابهم. قوله: (وفي قراءة منكم) أي بالالتفات من الغيبة إلى الخطاب. قوله: { وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ } عطف على { قُوَّةً }. قوله: (من مصانع) أي أماكن في الأرض تخزن فيها المياه كالصهاريج. قوله: { وَمَا كَانَ لَهُم } الخ. { لَهُم } خبر { كَانَ } مقدم، و { وَاقٍ } اسمها مؤخر على زيادة { مِّنَ ٱللَّهِ } متعلق بواق، و { مِّنَ } فيه ابتدائية، ومفعول { وَاقٍ } محذوف قدره بقوله: (عذابه) وكان للاستمرار، أي ليس لهم واق أبداً.
قوله: { ذَلِكَ } أي أخذهم بسبب أنهم كانت، الخ. قوله: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ } الخ، شروع في ذكر قصة موسى مع فرعون، وحكمة تكرارها وغيرها، تسليته صلى الله عليه وسلم وزيادة الاحتجاج على من كفر من أمته. قوله: { وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } قيل: المراد به نفس الآيات، فالعطف مرادف، وإنما التغاير باعتبار العناوين، وقيل: المراد به بعض الآيات وهو العصا واليد، وحينئذ فيكون من عطف الخاص على العام، والنكتة الاعتناء بهما.