التفاسير

< >
عرض

لَقَدْ جِئْنَاكُم بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ
٧٨
أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ
٧٩
أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ
٨٠
قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ
٨١
سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ
٨٢
فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ
٨٣
-الزخرف

حاشية الصاوي

قوله: { لَقَدْ جِئْنَاكُم } إلخ، يحتمل أنه من كلان الله تعالى، خطاب لأهل مكة عموماً، مبين لسبب مكث الكفار في النار، وهو ما مشى عليه المفسر، وقوله: { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } وأما قلتكم فهو مؤمن يحب الحق، ويحتمل أنه من كلام مالك لأهل النار، جار مجرى العلة كأنه قال: إنكم ماكثون لأنا جئناكم إلخ، ويكون معنى أكثركم كلكم. قوله: { كَارِهُونَ } أي لما فيه من منع الشهوات، فكراهتكم له من أجل كونه مخالفاً لهواكم وشهواتكم.
قوله: { أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً } الإبرام في الأصل الفتل المحكم، يقال: أبرم الحبل إذا أتقن فتله ثانياً، وأما فتله أولاً فيسمى سحلاً، ثم أطلق على مطلق الإتقان والإحكام، و { أَمْ } منقطعة تفسر ببل والهمزة، وهو انتقال من توبيخ أهل النار إلى توبيخ الكفار، على بعض ما حصل منهم في الدنيا. قوله: (في كيد محمد) أي كما ذكره في قوله تعالى:
{ { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ } [الأنفال: 30] الآية.
قوله: { أَمْ يَحْسَبُونَ } { أَمْ } منقطعة تفسر ببل وهمزة الإنكار. قوله: { وَرُسُلُنَا } إلخ، الجملة حالية، وقوله: { يَكْتُبُونَ } (ذلك) أي سرهم ونجواهم. قوله: { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ } أي إن صح وثبت ذلك ببرهان صحيح، فأنا أول من يعظم ذلك الولد ويعبده. قوله: (لكن ثبت أن لا ولد له) أِار بذلك إلى أن قياس استثنائي، وقد استثنى فيه نقيض المقدم بقوله: (لكن ثبت) إلخ، فأنتج نقيض التالي وهو قوله: (فانتفت عبادته) وإيضاحه: أنه علق العبادة بكينونة الولد وهي محالة في نفسها، فكان المعلق بها محالاً مثلها، فحصل نفيهما على أبلغ الوجوه وأقواها. قوله: (الكرسي) المناسب إبقاء الآية على ظاهرها، لأن من المعلوم أن { ٱلْعَرْشِ } غير (الكرسي). قوله: (العذاب) مفعول ثان ليوعدون وفيه متعلق بالعذاب. قوله: (وهو يوم القيامة) المناسب أن يقول: يوم موتهم، لأن خوضهم ولعبهم إنما ينتهي بيوم الموت.