التفاسير

< >
عرض

إِذْ يَتَلَقَّى ٱلْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٌ
١٧
مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
١٨
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ
١٩
وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْوَعِيدِ
٢٠
وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ
٢١

حاشية الصاوي

قوله: (أي قاعدان) أشار بذلك إلى أن { يَتَلَقَّى } مفرد أقيم مقام المثنى، لأن فعيلاً يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع. قوله: (وهو مبتدأ خبره ما قبله) أي والجملة في محل نصب على الحال من المتلقيان.
قوله: { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ } الخ { مَّا } نافية و { مِن } زائدة في المفعول، وقوله: { لَدَيْهِ } خبر مقدم، و { رَقِيبٌ } مبتدأ مؤخر، والجملة حالية. قوله: (وكل منهما بمعنى المثنى) أي فالمعنى إلا لديه ملكان موصوفان بأنهما رقيبان وعتيدان، فكل منهما موصوف بأنه رقيب وعتيد، وقوله: (حاضر) أي فلا يفارقه إلا في مواضع ثلاثة: في الخلاء، وعند الجماع، وفي حال الجنابة، فإذا فعل العبد في تلك الحالات حسنة أو سيئة، عرفاها برائحتها وكتابها. قوله: { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ } أي حضرت إما بالموت فرادى وهو ظاهر واقع، أو دفعة عند النفخة الأولى، وإنما عبر عنها بالماضي لتحقق وقوعها، وإشارة إلى أنها في غاية القرب. قوله: { بِالْحَقِّ } الباء للتعدية، أي أتت بالأمر الحق أي أظهرته، والمراد به ما بعد الموت من أهوال الآخرة، ومعنى كونه حقاً أنه واقع لا محالة. قوله: ( وهو نفس الشدة) المناسب حذف هذه العبارة لللاستغناء بما قلبها عنها، إلا أن يقال إن الضمير في (هو) عائد على أمر الآخرة، والمراد بالشدة الأمر الشديد، وهو أهوال الآخرة. قوله: (تهرب) بضم الراء من باب طلب.
قوله: { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } عطف على قوله: { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ } و { ٱلصُّورِ } هو القرن الذي ينفخ فيه اسرافيل، لا يعلم قدره إلا الله تعالى، وقد التقمه اسرافيل من حيث بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم منتظراً للأذن بالنفخ. قوله: (إلى يوم النفخ) أي فالإشارة إلى الزمان المفهوم من قوله: { وَنُفِخَ } لأن الفعل كما يدل على الحدث يدل على الزمان. قوله: { مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ } اختلف في معنى السائق والشهيد على أقوال: أشهرها ما قاله المفسر، وقيل سائق كاتب السيئات، والشهيد كاتب الحسنات، وقيل السائق نفسه أو قرينه، والشهيد جوارحه أو أعماله، وقيل غير ذلك. قوله: (ويقال للكافر) هذا أحد قولين، وقيل إن القول يقع للمسلم أيضاً، لكن على سبيل التهنئة.