التفاسير

< >
عرض

إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ
٧
مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ
٨
يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوْراً
٩
وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ سَيْراً
١٠
فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١١
ٱلَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ
١٢
يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا
١٣
هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ
١٤
أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ
١٥
-الطور

حاشية الصاوي

قوله: (معمول لواقع) أي والجملة المنفية معترضة بين العامل ومعموله. قوله: (تتحرك وتدور) أي كدوران الرحى، وتذهب ويدخل بعضها في بعض، وتختلف أجزاؤها، وتتكفأ بأهلها تكفؤ السفينة. قوله: (تصير هباءً منثوراً) ليس تفسيراً لتسير كما توهمه عبارته، بل معناه أنها تنتقل عن مكانها، وتطير في الهواء، ثم تقع على الأرض متفتتة كالرمل، ثم تصير كالعهن، أي الصوف المندوف، ثم تطيرها الرياح فتصير هباءً منثوراً، والحكمة في مور السماء وسير الجبال، الإعلام بأنه لا رجوع ولا عود إلى الدنيا، وذلك لأن الأرض والسماء ومابينهما، إنما خلقت لعمارة الدنيا، وانتفاع بني آدم ذلك، فلما لم يبق لهم عود إليها، أزالها الله لخراب الدنيا وعمارة الآخرة، فيحصل للمؤمنين مزيد السرور وطمأنينته، وللكافرين غاية الحزن والكرب. قوله: { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ } أي يوم تمور السماء موراً، وتسير الجبال سيراً، وهو يوم القيامة. قوله: { فِي خَوْضٍ } هو في الأصل الدخول في كل شيء، ثم غلب على الدخول في الباطل، فلذا فسره به. قوله: { يُدَعُّونَ } العامة على فتح الدال وتشديد العين من دعّه، دفعه في صدره بعنف وشدة، وقرئ شذوذاً بسكون الدال وتخفيف العين المفتوحة من الدعاء، أن يقال لهم: هلموا فادخلوا النار. قوله: (يدفعون بعنف) أي وذلك بأن تغل أيديهم إلى أعناقهم، وتجمع نواصيهم إلى أقدامهم، فيدفعون إلى النار. قوله: (كما كنتم تقولون في الوحي) أي القرآن الجاثي بالعذاب. قوله: { أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } يصح أن تكون { أَمْ } متصلة معادلة للهمزة. والمعنى: هل في أمرنا سحر؟ أم هل في بصركم خلل؟ والاستفهام إنكاري وتهكم، أي ليس واحد منهما ثابتاً، ويصح أن تكون { أَمْ } منقطعة تفسر ببل والهمزة، والمعنى: أبل أنتم عمي من العذاب المخبر، كما كنتم عمياً عن الخبر.