التفاسير

< >
عرض

وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ
٤٧
وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ
٤٨
وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ
٤٩
وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ
٥٠
وَثَمُودَ فَمَآ أَبْقَىٰ
٥١
وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ
٥٢
وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ
٥٣
فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ
٥٤
-النجم

حاشية الصاوي

قوله: { وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ } أي بحكم الوعد الكائن في قوله: { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِـي وَنُمِيتُ } [ق: 43] إذ لا يجب عليه تعالى فعل شيء ولا تركه. قوله: (بالمد والقصر) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (أعطى المال المتخذ قنية) أي الذي يدوم عن صاحبه.
قوله: { رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } اعلم أن الشعرى في لسان العرب كوكبان: أحدهما الشعرى العبور، وتسمى العشرى اليمانية تطلع بعد الجوزاء في شدة الحر، كانت تعبدها خزاعة من العرب، وأول من سن عبادتها رجل من ساداتهم يقال له أبو كبشة، وهي المرادة في الآية، والثاني الشعرى الغميصاء، بضم الغين وفتح الميم من الغمص بفتحتين وهو سيلان دمع العين. قوله: (بإدغام التنوين) أي بعد قلبه لاماً. وقوله: (في اللام) أي لام التعريف، وقوله: (وضمها) أي بنقل حركة همزة أولى إليها، وقوله: (بلا همز) أي للواو التي بعد اللام المدغم فيها التنوين، وبقي قراءة ثالثة سبعية أيضاً، وهي هذه القراءة بعينها، إلا أن الواو المذكورة تقلب همزة ساكنة. قوله: (هي قوم هود) أي وسميت أولى، لتقدمها في الزمان على عاد الثانية التي هي قوم صالح وهم ثمود، فأهلكت الأولى بالريح الصرصر، والثانية بصيحة جبريل، وتسمى كل من القبلتين عاداً، لأن جدهم واحد، وهو عاد بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام. قوله: (وهو معطوف على عاداً) أي ويصح نصبه بفعل محذوف تقديره وأهلك ثموداً، وليس منصوباً بأبقى، لأن ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها. قوله: (أهلكناهم) صوابه أهلكهم، وأشار بذلك إلى أن قوله: { وَقَوْمَ نُوحٍ } منصوب بفعل محذوف ويصح عطفه على ما قبله.
قوله: { إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ } الضمير عائد على قوم نوح خاصة، وعليه مشى المفسر، ويصح عوده على الفرق الثلاث. والمعنى أظلم وأطغى من غيرهم. قوله: (يؤذونه ويضربونه) أي حتى يغشى عليه، فإذا أفاق قال: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. قوله: { وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ } منصوب بأهوى، قدم رعاية للفاصلة. ومعنى المؤتفكة المنقلبة، لأن الائتفاك الانقلاب. قوله: (مقلوبة) جال من ضمير (أسقطها). قوله: { فَغَشَّاهَا } ألبسها وكساها، والفاعل ضمير عائد على الله تعالى، وقوله: { مَا غَشَّىٰ } مفعول به. قوله: (تهويلاً) أي تفخيماً وتعظيماً. والمعنى: غشاها أمراً عظيماً من حجارة وغيرها، مما لا يسع العقول وصفه. قوله: (وفي هود فجعلنا) الخ، الصواب أن يقول، وفي هود
{ فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا } [هود: 82] الخ، أو يقول: وفي الحجر { فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا } [الحجر: 74]، وأمطرنا عليهم بدل قوله عليها.