التفاسير

< >
عرض

فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ
٥٥
هَـٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ
٥٦
أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ
٥٧
لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ
٥٨
أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ
٥٩
وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ
٦٠
وَأَنتُمْ سَامِدُونَ
٦١
فَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ وَٱعْبُدُواْ
٦٢
-النجم

حاشية الصاوي

قوله: { فَبِأَيِّ } الباء ظرفية متعلقة بتتمارى، والمعنى: في أي آلاء ربك تتشكك. قوله: (أيها الإنسان) أي مطلقاً، وقيل: المراد به الوليد بن المغيرة، وقيل: الخطاب للنبي، والمراد غيره.
قوله: { هَـٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ } النذير بمعنى النذر، والتنوين للتفخيم. قوله: { أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ } أزف من باب تعب دنا وقرب. قوله: (قربت القيامة) أي الموصوفة بالقرب، فهي في نفسها قريبة من يوم خلق الله الدنيا، لأن كل آتٍ قريب، وقد زادت قرباً ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه من أمارات الساعة كما هو معلوم. قوله: (نفس) { كَاشِفَةٌ } أشار بذلك إلى أن { كَاشِفَةٌ } صفة لموصوف محذوف. قوله: (أي لا يكشفها ويظهرها إلا هو) أي فهو من كشف الشيء عرف حقيقته، ويصح أن يكون من كشف الضر أزالَه. والمعنى: ليس لها مزيل غيره تعالى، لكنه لم يفعل ذلك، لأنه سبق في علمه وقوعها.
قوله: { أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ } متعلق يتعجبون. قوله: (تكذيباً) قيد به لأنه التعجب قد يكون استحساناً، وكذا يقال في قوله: (استهزاء). قوله: { وَأَنتُمْ سَامِدُونَ } إما مستأنف أو حال. قوله: (لاهون غافلون) أي فالسمود اللهو والغفلة، وقيل: الإعراض والاستكبار. قوله: { فَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ } يحتمل أن المراد به سجود الصلاة، وهو ما عليه مالك، ويحتمل أن المراد سجود التلاوة، وبه أخذ الشافعي وأبو حنيفة، ويؤيده ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في النجم، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس إلا أبيّ بن خلف، رفع كفاً من تراب على جبهته وقال: يكفي هذا. قوله: { وَٱعْبُدُواْ } عطف عام على خاص، وقوله: (ولا تسجدوا للأصنام) الخ، أخذه من لام الاختصاص ومن السياق.