التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ
٣٧
وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ
٣٨
فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ
٣٩
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ
٤٠
وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ
٤١
كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ
٤٢
أَكُفَّٰرُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ
٤٣
أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ
٤٤
سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ
٤٥
-القمر

حاشية الصاوي

قوله: { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ } أي أرادوا منه تمكينه ممن أتاه من الملائكة في صورة الأضياف للفاحشة، والمراودة الطلب المتكرر. قوله: (ليخبثوا بهم) الخبث الزنا، والمراد به ما يشمل اللواط، وهو المراد هنا، وهو من باب قتل. قوله: (عميناها) صوابه أعميناها بالهمز، لأن عمي ثلاثي لازم، والمتعدي إنما هوالرباعي. قوله: (وجعلناها بلا شق) هذا أحد قولين، وقيل: بل أعماهم الله مع صحة أبصارهم فلم يروهم. قوله: (فقلنا لهم) أي على ألسنة الملائكة. قوله: (من يوم غير معين) أي لم يرد الله تعيينه لنا، وإلا فهو معين في علم الله، وعلم من بقي من المؤمنين. قوله: { عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } أي فقلع جبريل بلادهم فرفعها وقلبها، وأمطر الله عليها حجارة من سجيل. قوله: (دائم متصل بعذاب الآخرة) أي فلا يزول عنهم حتى يصلوا إلى النار.
قوله: { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ } الخ، حكمة تكرار ذلك في كل قصة، التنبيه على الاتعاظ التدبر، إشارة إلى أن تكذيب كل رسول، مقتض لنزول العذاب، كما كرر قوله
{ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [الرحمن: 13] تقريراً للنعم المختلفة المعدودة، فكلما ذكر نعمة وبخ التكذيب بها. قوله: (الإنذار) أي فهو مصدر، ويصح جعله جمع نذير، باعتبار الآيات التسع. قوله: { كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا } استئناف بياني واقع في جواب سؤال مقدر تقديره: ماذا فعلوا حينئذ؟ فقيل: { كَذَّبُواْ } الخ. قوله: (أي التسع) أي وهي: العصا واليد والسنين والطمس والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم. قوله: { أَخْذَ عِزِيزٍ } من إضافة المصدر لفاعله. قوله: { خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ } أي في القوة والشدة. قوله: (من قوم نوح إلى فرعون) أي وهم خمس فرق: قوم نوح، وعاد وثمود، وقوم لوط، وفرعون وقومه. قوله: (فلم يعذبوا) مسبب عن النفي، والمعنى: أتزعمون أن كفاركم خير ممن كفر من الأمم قبلكم، فيتسبب عن ذلك عدم تعذيبكم؟
قوله: { أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ } إضراب انتقالي إلى وجه آخر من التبكيت. قوله: (بمعنى النفي) أي فهو إنكاري. قوله: { مُّنتَصِرٌ } أي فنحن يد واحدة على من خالفنا، منتصر على من عادانا، ولم يقل منتصرون لموافقة رؤوس الآي. قوله: (نزل) أي يوم بدر، أي أو كرر نزولها، لما روي أنها لما نزلت قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لم أعلم ما هي، أي الواقعة التي يكون فيها ذلك، فلما كان يوم بدر، ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس الدرع ويقول سيهزم الجمع فعلمته، أي علمت المراد من هذه الآية. قوله: { وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } هم اسم جنس، لأن كل واحد يولي دبره، وأتى به مفرداً لموافقة رؤوس الآي.