التفاسير

< >
عرض

إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ
٣٨
أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ
٣٩
سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ
٤٠
أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ
٤١
-القلم

حاشية الصاوي

قوله: { إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ } { لَكُمْ } خبر { إِنَّ } مقدم، وما اسمها مؤخر، واللام للتوكيد، وهذه الجملة هي المدروسة في الكتاب، فهي في المعنى مفعول لتدرسون، وكسر همزة إن لوقوع اللام المعلقة للفعل عن العمل بعدها، قال ابن مالك:

وكسروا من بعد فعل علقا باللام كاعلم إنه لذو تقى

قوله: (تختارون) أي تشتهون وتطلبون. قوله: (عهود) أي مؤكدة بالأيمان لأن العهد كلام مؤكد بالقسم. قوله: { بَالِغَةٌ } بالرفع في قراءة العامة نعت لأيمان، وقرئ شذوذاً بالنصب على الحال، إما من { أَيْمَانٌ } أو من الضمير في { عَلَيْنَا }. قوله: (متعلق معنى بعلينا) أي متصل به، وليس المراد التعلق الصناعي، فإنه مختص بالفعل، أو ما فيه رائحة الفعل، أو بالمقدر في الظرف، أي هي ثابتة لكم علينا إلى يوم القيامة، ولا تخرج عن عهدتها إلا يومئذ إذا حكمناكم. قوله: (وفي هذا الكلام) أي قوله: { أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ } الخ. قوله: (أي أقسمنا لكم) مفعوله محذوف، أي اقسمنا لكم أيماناً موثقة. قوله: { سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ } الخ { سَلْهُمْ } ينصب مفعولين الأول الضمير المتصل، والثاني جملة { أَيُّهُم }، وأي مبتدأ، و{ زَعِيمٌ } خبره، و{ بِذَلِكَ } متعلق بزعيم.
قوله: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ } { لَهُمْ } خبر مقدم، و{ شُرَكَآءُ } مبتدأ مؤخر، وهذه كالجملة معطوفة معنى على جملة أيهم زعيم، واختلف في الشركاء فقيل: المراد بهم ناس يشاركونهم في القول المذكور، وقيل المراد بها الأصنام وكلام المفسر محتمل لهما. قوله: (يكلفون لهم به) أي بصحته ونفوذه. قوله: { إِن كَانُواْ صَادِقِينَ } شرط حذف جوابه لدلالة ماقبله عليه.