التفاسير

< >
عرض

فَلَماَّ كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ
١٣٥
فَٱنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ
١٣٦
وَأَوْرَثْنَا ٱلْقَوْمَ ٱلَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ ٱلأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ٱلْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ
١٣٧
-الأعراف

حاشية الصاوي

قوله: { فَلَماَّ كَشَفْنَا } أي في كل واحدة من الخمس. قوله: { إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ } أي وهو وقت إغراقهم. قوله: { فَٱنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ } أي أردنا الانتقام منهم، لأن الانتقام هو الإغراق، فلا يحسن دخول الفاء بينهما.
قوله: { مَشَارِقَ ٱلأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا } أي نواحيها وجميع جهاتها. قوله: (صفة للأرض) فيه أنه يلزم عليه الفصل بين الصفة والموصوف بالمعطوف وهو أجنبي، والأولى أن يكون صفة للمشارق والمغارب. قوله: (وهو الشام) الحاصل له على هذا التفسير قوله تعالى: { ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } وهذا الوصف لا يعين هذا المعنى، بل يمكن تفسير الأرض بأرض مصر كما هو السياق، وقد بارك الله فيها بالنيل وغيره، ويؤيده قوله تعالى:
{ { كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } [الدخان: 25] إلى أن قال: { { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ } [الدخان: 28] وكذلك آية الشعراء، وقد اختار ما قلناه جملة من المفسرين، وقال بعضهم: المراد بمشارق الأرض الشام، ومغاربها مصر، فإنهم ورثوا العمالقة في الشام، وورثوا الفراعنة في مصر. قوله: { كَلِمَةُ } ترسم هذه بالتاء المجرورة لا غير وما عداها في القرآن بالهاء على الأصل. قوله: { بِمَا صَبَرُواْ } أي بسبب صبرهم.
قوله: { وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ } أي أهلكنا وخربنا الذي كان يصنعه فرعون وقومه. قوله: { وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ } هذا آخر قصة فرعون وقومه. قوله: (بكسر الراء وضمها) قراءتان سبعيتان. قوله: (من البنيان) أي كصرح هامان وغيره من جميع ما أسسوه بأرض مصر.