التفاسير

< >
عرض

فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ
٤٢
يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ
٤٣
خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ
٤٤
-المعارج

حاشية الصاوي

قوله: { فَذَرْهُمْ } مفرع على قوله: { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } [المعارج: 41] أي إذا تبين لك أننا غير عاجزين عنهم، فدعهم فيما هم فيه من الأباطيل، ولا تلتفت لهم، ففيه تهديد لهم، وتسلية له صلى الله عليه وسلم. قوله: { يُلَٰقُواْ } أشار بذلك إلى التفاعل ليس على بابه. قوله: { يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ } هو كشف الغطاء، وأوله عند الغرغرة، وآخره النفخة الثانية، ودخول كل من الفريقين في داره، وهذه الآية منسوخة بآية السيف.
قوله: { يَوْمَ يَخْرُجُونَ } بدل من { يَوْمَهُمُ } بدل بعض من كل. قوله: { سِرَاعاً } حال من فاعل { يَخْرُجُونَ }. قوله: { إِلَىٰ نُصُبٍ } متعلق بيوفضون. قوله: (وفي قراءة بضم الحرفين) أي وهي سبعية أيضاً، فالأولى مفرد بمعنى العلم المنصوب الذي يسرع له الشخص عند الشدائد، وقيل: هو شبكة الصائد يسرع إليها خوف انفلات الصيد، والثانية بمعنى الصنم المنصوب للعبادة، وقرئ شذوذاً بفتحتين بضم وسكون. قوله: (يسرعون) أي يسعون ويستبقون. قوله: { خَٰشِعَةً } حال إما من فاعل { يُوفِضُونَ } أو { يَخْرُجُونَ } و{ أَبْصَٰرُهُمْ } فاعل بخاشعة. قوله: { تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } إما مستأنف أو حال من فاعل { يُوفِضُونَ } والمعنى: يغشاهم الذل جزاء لعزهم في الدنيا عن الحق. قوله: { ٱلَّذِي } { يُوعَدُونَ } أي في الدنيا أن لهم في العذاب، وهذا هو العذاب الذي طلبوه أول السورة، فقد رد عجزها لصدرها. قوله: (وما بعده) أي الذي هو لفظ يوم، وأما الموصول وصلته فهو صفة للخير.