التفاسير

< >
عرض

إِنَّ لَكَ فِي ٱلنَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً
٧
وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً
٨
رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً
٩
وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً
١٠
-المزمل

حاشية الصاوي

قوله: { سَبْحَاً طَوِيلاً } السبح مصدر سبح، استعير من السباحة في الماء للتصرف في الأشغال. قوله: (لا تفرغ فيه) الخ، أي فعليك بها في الليل الذي هي محل الفراغ، وفرغ من باب دخل قوله: (أي قل بسم الله الرحمن الرحيم) الخ، تبع في ذلك السهيلي، وقال جمهور المفسر: إن قوله: { وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ } عام بعد خاص، والمعنى: دم عليه ليلاً ونهاراً، على أي وجه كان، من تسبيح وتحميد وتهليل ونحو ذلك. قوله: (انقطع) { إِلَيْهِ } (في العبادة) أي أخلص لوجهه. قوله: (مصدر بتل) أي كعلم تعليماً على حد قول ابن مالك:

وغير ذي ثلاثة مقيس مصدره كقدس التقديس

وهذا أشارة لسؤال حاصله: أن هذا المصدر ليس لهذا الفعل، وإنما هو مصدر لفعل آخر، أجاب عنه بجوابين: الأول قوله: (جيء به لرعاية الفواصل) والثاني قوله: (وهو ملزوم التبتل) وإيضاحه أن التبتل الذي هو مصدر تبتل كتكرم، أطلق وأريد التبتل الذي هو مصدر بتل كقدس، كونه لازماً له ومن مادته. قوله: (هو) { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ } أشار بذلك إلى أن قوله: { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ } بالرفع خبر لمحذوف؛ ويصح قراءته بالجر بدل من { رَبِّكَ }، والقراءتان سبعيتان. قوله: { فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } نتيجة ما قبله، والمعنى: حيث علمت أنه مالك المشرق والمغرب، ولا إله غيره، فاعتمد عليه وفوض أمورك إليه. قوله: { وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } هذا شروع في بيان كيفية معاملته للخلق، إثر بيان كيفية معاملته للخالق. قوله: { وَٱهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً } أي بأن تذرهم ولا تكافئهم بأفعالهم، فالهجر الجميل هو الترك مع عدم الإيذاء. قوله: (وهذا قبل الأمر بقتالهم) أي فهو منسوخ بآية القتال.