التفاسير

< >
عرض

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ
٢٢
إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ
٢٣
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ
٢٤
تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ
٢٥
كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ
٢٦
وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ
٢٧
وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ
٢٨
وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ
٢٩
إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ
٣٠
-القيامة

حاشية الصاوي

قوله: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ } { وُجُوهٌ } مبتدأ، و{ نَّاضِرَةٌ } خبره، و{ يَوْمَئِذٍ } ظرف لناضرة، وسوغ الابتداء بالنكرة وقوعها في معرض التفصيل، و{ نَاظِرَةٌ } خبر ثان، و{ إِلَىٰ رَبِّهَا } متعلق بناظرة. قوله: (أي في يوم القيامة) تفسير لمعنى الظرفية، والتنوين في { يَوْمَئِذٍ } عرض عن جملة: أي يوم إذ تقوم القيامة. قوله: (فقار الظهر) بفتح الفاء، ما يتصل من عظام الصلب من الكاهل إلى العجب. قوله: { إِذَا بَلَغَتِ } (النفس) أي مؤمنة أو كافرة، والمعنى أخذت في النزع وقت الموت. قوله: { ٱلتَّرَاقِيَ } جمع ترقوة. قوله: (عظام الحلق) أضافها إليه لقربها منه، وإلا فالتراقي العظام المكتنفة لثغرة النحر يميناً وشمالاً، ولكل إنسان ترقوتان. قوله: { مَنْ رَاقٍ } مبتدأ وخبر، والجملة قائمة مقام الفاعل، و{ رَاقٍ } اسم فاعل من رقي يرقى بالفتح في الماضي، والكسر في المضارع من الرقية، وهي كلام يرقى به المريض ليشفى، وهو ما مشى عليه المفسر، وقيل: من رقي يرقى بالكسر في الماضي، والفتح في المضارع من الرقي، وهو الصعود، أي أن ملك الموت يخاطب أعوانه يقول: من يصعد بهذه النفس، ويحتمل أن أعوانه يقولون له: من يرقى بهذه النفس، أملائكة الرحمة، أم ملائكة العذاب؟ قوله: (أيقن) سمي اليقين ظناً، لأن الإنسان ما دامت روحه متعلقة ببدنه، فإنه يطمع في الحياة لشدة حبه لها. قوله: { أَنَّهُ } أي النازل به.
قوله: { وَٱلْتَفَّتِ } أي التصقت ساق الإنسان عند موته بالأخرى، قال قتادة: أما رأيته إذا أشرف على الموت، يضرب إحدى رجليه بالأخرى؟ وقال سعيد بن المسيب: هما ساقا الإنسان، إذا التفتا في الكفن، وقال زيد بن أسلم: التفت ساق الميت بساق الكفن، وكل صحيح. قوله: (والتفت شدة فراق الدنيا) الخ، أي فالمراد بالساق الشدتان، لأن لساق يطلق على الشدة، وهذا المعنى ظاهر في الكافر، لأنه ينتقل من سكرات الموت إلى عذاب القبر. قوله: (وهذا يدل على العامل في إذا) أي الذي هو جوابها، وقد بينه بقوله: (تساق إلى حكم ربها).