التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً
٢٧
نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً
٢٨
إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً
٢٩
وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً
٣٠
يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَٱلظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً
٣١
-الإنسان

حاشية الصاوي

قوله: { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ } الخ، علة لما قبله من النهي والأمر. والمعنى: لا تطلعهم واشتغل بما أمرك الله به من العبادة، لأن هؤلاء تركوا الآخرة واشتغلوا بالدنيا، فاترك أنت الدنيا واشتغل بالآخرة. قوله: { وَرَآءَهُمْ } حال من { يَوْماً } مقدم عليه، لأنه نعت نكرة قدم عليها، ووراء إما باق على معناه نظير فنبذوه وراء ظهورهم، كناية عن كونهم لا يعبأون به ولا يعملون له، أو مستعار لقدام. قوله: { يَوْماً ثَقِيلاً } مفعول { وَيَذَرُونَ } ووصفه بالثقل مجاز، إذ الثقل من صفات الأعيان لا المعاني. قوله: (قوينا) { أَسْرَهُمْ } أي ربطنا أوصالهم بعضها إلى بعض بالعروق والأعصاب.
قوله: { أَمْثَالَهُمْ } مفعول أول، والثاني محذوف، بينه بقوله: (بدلاً منهم). قوله: (وقعت إذا) الخ، جواب عما يقال: إن { إِذَا } تفيد التحقيق، مع أنه تعالى لم يشأ ذلك فكان المقام، لأن التي تفيد الاحتمال، فأجاب بأنه استعمل { إِذَا } موضع إن مجازاً. قوله: (عظة للخلق) أي لأن في تدبرها وتذكرها، تنبيهاً للغالفين، وفوائد للطالبين المقبلين بكليتهم على الله تعالى. قوله: { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ } الخ، أي فالطريق واضح والحق ظاهر
{ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } [الكهف: 29] قوله: (بالتاء والياء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } منصوب على الظرفية والمعنى: إلا وقت مشيئة الله تعالى، ففيه تسلية بالرجوع إلى الحقيقة. قوله: (أوعد) وهذا المقدر يلاقي المذكور في المعنى، فهو على حد: زيداً مررت به.