التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ
٢٠
فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ
٢١
إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ
٢٢
فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ
٢٣
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٢٤
أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً
٢٥
أَحْيَآءً وَأَمْوٰتاً
٢٦
وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً
٢٧
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٢٨
ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
٢٩
ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ
٣٠
لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ
٣١
إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ
٣٢
كَأَنَّهُ جِمَٰلَتٌ صُفْرٌ
٣٣
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
٣٤
-المرسلات

حاشية الصاوي

قوله: { أَلَمْ نَخْلُقكُّم } الخ، هذا تذكير من الله تعالى للكفار، بعظيم إنعامه عليهم، وبقدرته على ابتداء خلقهم، والقادر على الابتداء، قادر على الإعادة، ففيها رد على منكري البعث. قوله: (حريز) أي يحفظ فيه المني من الفساد. قوله: { إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } أي مقدار معلوم من الوقت، وقدره تعالى للولادة. قوله: { فَقَدَرْنَا } بالتخفيف والتشديد قراءتان سبعيتان، فالتشديد من التقدير والتخفيف من القدرة. قوله: (على ذلك) أي الخلق والتصوير. قوله: { كِفَاتاً } مفعول ثاني لنجعل. قوله: (مصدر كفت) المناسب أن يقول اسم مكان، لأن كفت من باب ضرب، فمصدره الكفت، فالمعنى: ألم نجعل الأرض موضع كفت؟ أي جمع وضم.
قوله: { أَحْيَآءً وَأَمْوٰتاً } أي تضمهم في دورهم ومنازلهم في حال الحياة، وتضمهم في بطنها قبورهم حال الموت، ثم هي إما راضية عليه فتضمه ضمة الأم الشفوق، أو غير راضية فتضمه ضمة تختلف بها أضلاعه. قوله: (جبالاً مرتفعات) أي لولاها لتحركت بأهلها. قوله: { مَّآءً فُرَاتاً } أي من العيون والأنهار، فتشربون منه أنتم ودوابكم، وتسقون منه زرعكم. قوله: (من العذاب) بيان لما. قوله: { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ } توكيد لانطلقوا الأول. قوله: { ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ } أي فرق شعبة فوق الكافر، وشعبة عن يمينه، وشعبة عن يساره، ففيه إشارة لعظم الدخان، لأن شأن الدخان العظيم إذا ارتفع يصير ثلاث شعب، وقيل: يخرج لسان من النار فيحيط بالكفار كالسرادق، ويتشعب من دخانها ثلاث شعب، فتظلهم حتى يفرغ حسابهم، والمؤمنون في ظل العرش.
قوله: { لاَّ ظَلِيلٍ } صفة لظل، و{ لاَّ } متوسطة بين الصفة والموصوف لإفادة النفي، وهذا تهكم بهم ورد لما أوهمه لفظ الظل من الراحة. قوله: (كنين) أي ساتر. قوله: { بِشَرَرٍ } هكذا براءين من غير ألف بينهما، وهي قراءة العامة، وقرئ شذوذاً بألف بين الراءين، مع كسر الشين وفتحها، فالشرر جمع شررة، والشرار بكسر الشين جميع شررة أيضاً، كرقبة ورقاب، وبفتح الشين جمع شررة، وهي كل ما تطاير من النار متفرقاً. قوله: { كَأَنَّهُ } أي الشرر، فشبهه أولا بالقصر في العظم والكبر، وثانياً بالجمال في اللون والكثرة والتتابع. قوله: (وفي قراءة) أي سبعية أيضاً. قوله: (في هيئتها) الخ، بيان لوجه الشبه. قوله: (لشوب سوادها) أي اختلاطه. قوله: (فقيل) الخ، تفريع على الحديث وصنيع العرب. قوله: (وقيل لا) أي ليس صفر بمعنى سود، بل هو باق على حقيقته. قول: (القار) أي الزفت. قوله: (أي يوم القيامة) أي المدلول عليه بقوله: { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ } الخ.