التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَٰداً
٦
وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً
٧
وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً
٨
وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً
٩
وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ لِبَاساً
١٠
وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشاً
١١
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً
١٢
وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً
١٣
وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً
١٤
لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً
١٥
وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً
١٦
إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً
١٧
-النبأ

حاشية الصاوي

قوله: { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَٰداً } { ٱلأَرْضَ } مفعول أول، و{ مِهَٰداً } مفعول ثان إن جعلت بمعنى التصيير، وإن جعلت بمعنى الخلق فيكون { مِهَٰداً } حالاً، وكذا يقال في قوله: { أَوْتَاداً } وما بعده. قوله: (كالمهد) أي للصبي، وهو ما يفرش له لينام عليه. قوله: (للتقرير) أي مما بعد النفي. قوله: { سُبَاتاً } بالضم كغراب، النوم الثقيل، وأصله الراحة، وفعله سبت كقتل. قوله: (ساتراً بسواده) أي ظلمته، ففيه تشبيه بليغ بحذف الأداة، أي كاللباس بجامع الستر في كل. قوله: (وقتاً للمعايش) أي تنصرفون فيه في حوائجكم.
قوله: { وَهَّاجاً } أي مضيئاً. قوله: (يعني الشمس) أي لأنها كوكب نهاري، ينسخ ضوؤها ظلمة الليل. قوله: (التي حان لها أن تمطر) أي جاء وقت إمطارها المقدر لها. قوله: (الجارية) المراد بها مطلق الأنثى. قوله: (صباباً) أي بشدة وقوة. قوله: { حَبّاً وَنَبَاتاً } أي فالمراد ما يقتات به، وما يعلف به من التبن والحشيش. قوله: (جمع لفيف) وقيل جمع لف بكسر اللام، وقيل لا واحد له. قوله: { إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ } الخ، كلام مستأنف واقع في جواب سؤال مقدر تقديره: ما وقت البعث الذي أثبت بالأدلة المتقدمة فقال: { إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ } وأكده بإن لتردد الكفار فيه. قوله: { كَانَ مِيقَاتاً } أي في علمه وقضائه. قوله: (وقتاً للثواب والعقاب) أشار بذلك إلى أن الميقات زمان مقيد، بكونه وقت ظهور ما وعد الله به من الثواب والعقاب.