التفاسير

< >
عرض

إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً
٣١
حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً
٣٢
وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً
٣٣
وَكَأْساً دِهَاقاً
٣٤
لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً
٣٥
جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً
٣٦
رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلرَّحْمَـٰنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً
٣٧
-النبأ

حاشية الصاوي

قوله: { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } مقابل قوله: { لِّلطَّاغِينَ مَآباً } [النبأ: 22] والمراد بالمتقين من اتقى الشرك بأن لم يموتوا كفاراً. قوله: (مكان فوز) أشار بذلك إلى أن { مَفَازاً } مصدر ميمي بمعنى المكان، ويصح أن يكون بمعنى الحدث، أي نجاة وظفراً بالمقصود. قوله: (بدل من مفازاً) أي بدل بعض من كل. قوله: (عطف على مفازا) المناسب عطفه على { حَدَآئِقَ } عطف خاص على عام لمزيد شرف الأعناب. قوله: (تكعبت) أي استدارت مع ارتفاع يسير كالكعب. قوله: (ثديهن) بضم المثلثة وكسر الدال وتشديد الياء التحتية جمع ثدي. قوله: (على سن واحد) أي فلا اختلاف بينهن في الشك ولا في العمر، لئلا يحصل الحزن إن وجد التخالف، ولا حزن في الجنة. قوله: (خمراً مالئة محالها) فسر الكأس بالخمر، والدهاق بالممتلئة، والمناسب ابقاء الكأس على ظاهرها، وتفسير الدهاق بالممتلئة لما في القاموس دهق الكأس ملأها، وفي المختار: أدهق الكأس ملأها، وكأس دهاق أي ممتلئة.
قوله: { لاَّ يَسْمَعُونَ } حال من المتقين. قوله: (وغيرها) الضمير عائد على الشرب، واكتسب التأنيث من المضاف إليه وهو الخمر، لأنه يذكر ويؤنث، وفي بعض النسخ وغيره وهي ظاهرة. قوله: (بالتخفيف) أي بوزن كتاب مصدر كذب ككتب، وقوله: (وبالتشديد) أي فهو مصدر كذب المشدد قراءتان سبعيتان هنا لعدم التصريح بفعله، وأما قوله:
{ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كِذَّاباً } [النبأ: 28] فهو بالتشديد بإتفاق السبعة، لوجود التصريح بالفعل المشدد. قوله: { جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ } أي بمقتضى وعده الحسن لأهل الطاعة، وهذا من مزيد الإكرامم لأهل الجنة، كما يقول الشخص الكريم إذا بالغ في إكرام ضيفه: هذا من فضلك وإحسانك مثلاً، وإلا فأي حق للمخلوق على خالقه. قوله: (بدل من جزاء) أي بدل كل من كل.
قوله: { حِسَاباً } صفة لعطاء، وهو إما مصدر أقيم مقام الوصف، أو باق على مصدريته مبالغة، أو على حذف مضاف أي ذو كفاية، على حد زيد عادل. قوله: (بالجر) أي جر { رَّبِّ } على أنه بدل من ربك، وقوله: (والرفع) أي على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو رب. قوله: (كذلك) أي بالجر والرفع، فالجر على أنه بدل من رب الأول، أو صفة للثاني، والرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، والجملة مستأنفة، وقوله: (ويرفعه) أي الرحمن على أنه خبر لمحذوف، فالقراءات ثلاث سبعيات، رفعهما وجرهما، ورفع { ٱلرَّحْمَـٰنِ } مع جر { رَّبِّ }. قوله: (أي الخلق) أي من أهل السماوات والأرض، لغلبة الجلال في ذلك اليوم، فلا يقدر أحد على خطابه تعالى، في دفع بلاء ولا في رفع عذاب. قول: { مِنْهُ } من ابتدائية متعلقة بلا يملكون أو بخطاباً.