التفاسير

< >
عرض

ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا
٢٧
رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا
٢٨
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا
٢٩
وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا
٣٠
أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا
٣١
وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا
٣٢
مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ
٣٣
-النازعات

حاشية الصاوي

قوله: { ءَأَنتُمْ } استفهام تقريع وتوبيخ لمنكري البعث من أهل مكة، قوله: (بتحقيق الهزمتين) أي مع إدخال ألف وتركه، فالقراءات خمس سبعيات: التحقيق والتسهيل إما مع الألف أو تركها والإبدال. قوله: { أَمِ ٱلسَّمَآءُ } أي فمن قدر على خلقها مع عظمها يقدر على الإعادة، وهو عطف على { ءَأَنتُمْ } فالوقف على السماء، والابتداء بما بعدها. قوله: { أَشَدُّ خَلْقاً } أشار بذلك إلى أن قول: { أَمِ ٱلسَّمَآءُ } مبتدأ خبره محذوف دل عليه ما قبله. قوله: { رَفَعَ سَمْكَهَا } أي ثخنها وغلظها، وهو الارتفاع الذي بين سطح السفلى الأسفل، وسطحها الاعلى وقدره خمسمائة عام. (أي جعل سمتها) أي مقدار ذهابها في سمت العلو، فالمراد بالسمت السمك. قوله: (وقيل سمكها سقفها) أي فمعنى رفع سمكها على هذا، جعلها مرفوعة عن الأرض. قوله: (جعلها مستوية) أي ملساء، ليس فيها ارتفاع ولا انخفاض. قوله: (اظلمه) أي جعله مظلماً بمغيب شمسها. قوله: (أبرز نور شمسها) المراد بنور الشمس النهار، لوقوعه في مقابلة الليل، فكنى بالنور عن النهار، وعبر عن الهار بالضحى لأنه أكمل اجزائه. قوله: (لأنه ظلها) أي لأنه أول ما يظهر عند الغروب من أفق السماء. قوله: (لأنها سراجها) أي الشمس سراج السماء وفيه: أنه يقتضي أن ضوء الشمس يظهر في السماء، مع أن المقدم خلافه، وهو أن نورها إنما يظهر في الأرض، ونور السماوات بنور العرش، ويجاب: بأنه لا يلزم من كونها موضع سراج لها لأن يكون نورها به.
قوله: { وَٱلأَرْضَ } منصوب على الاشتغال. قوله: { بَعْدَ ذَلِكَ } أي بألفي عام. وقوله: { دَحَاهَا } يقال: دحا يدحو دحواً ودحياً كدعا، بسط ومد، فهو من ذوات الواو والياء. قوله: (وكانت مخلوقة) الخ، أي فلا معارضة بين ما هنا وآية فصلت، لأنه ابتدأ خلق الأرض غير مدحوة، ثم خلق السماء، ثم دحا الأرض. قوله: (وإطلاق المرعى عليه) أي على ما يأكله الناس. قوله: (استعارة) أي مجاز، فاستعمل المرعى في مطلق المأكول للإنسان، وغيره من استعمال المقيد في المطلق، أو هو استعارة تصريحية، حيث شبه أكل الناس برعي الدواب. قوله: (مفعول له المقدر) أي لفعل مقدر، وقوله: (أو مصدر) أي تمتيعاً، كالسلام بمعنى التسليم، وهو لفعل مقدر أيضاً تقديره متعناكم بها تمتيعاً. قول: { وَلأَنْعَامِكُمْ } خص الأنعام لشرفها، وإلا فهو متاع لسائر دواب الأرض.