التفاسير

< >
عرض

فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ
٣٣
يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ
٣٤
وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ
٣٥
وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ
٣٦
لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ
٣٧
-عبس

حاشية الصاوي

قوله: { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ } شروع في بيان أحوال معادهم، إثر بيان مبدأ خلقهم ومعاشهم، والصاخة الداهية التي تضخ آذان الخلائق، أي تصمها لشدة وقعها، وصفت بذلك مجازاً، لأن الناس يصخون منها. قوله: { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } الخ، أي وسبب هروبه، إما حذراً من مطالبتهم له بحقوقهم، فالأخ يقول: لم تواسني بمالك، والأبوان يقولون: قصرت في برنا، والصاحبة تقول: لم توفني حقي، والبنون يقولون: ما علمتنا وما أرشدتنا، أو لما يتبين له من عجزهم وعدم نفعهم له، أو لكثرة شغل الإنسان بنفسه فيدهش من غيره، وكل واقع. قوله: (بدل إذا) أي بدل كل أو بعض، والعائد محذوف أي يفره منه.
قوله: { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ } جملة مستأنفة لبيان سبب الفرار. قوله: (أي اشتغل) الخ، بيان لجواب إذا المحذوفة.