التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ
١٣
وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ
١٤
يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ ٱلدِّينِ
١٥
وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ
١٦
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ
١٧
ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ
١٨
يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ
١٩
-الانفطار

حاشية الصاوي

قوله: { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } شروع في بيان ما يكتبون لأجله، كأنه قيل: يكتبون الأعمال ليجازى الأبرار بالنعيم إلخ. قوله: { وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } آل في الفجار للعهد الذكري، أي المتقدم ذكرهم في قوله: { بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ }. قوله: { يَصْلَوْنَهَا } الجملة مستأنفة أو حالية من الضمير في خبر { إِنَّ }. قوله: (الجزاء) أي الذي كانوا يكذبون به. قوله: { وَمَآ أَدْرَاكَ } { مَآ } اسم متبدأ، وجملة { أَدْرَاكَ } خبره، والكاف مفعول أول، وجملة { مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } من المبتدأ والخبر، سادة مسد المفعول الثاني، والاستفهام الأول للإنكار، والثاني للتعظيم والتهويل، والمعنى: وأي شيء أدراك عظم يوم الدين وشدة هوله، أي لا علم لك به إلا بإعلام منا.
قوله: { يَوْمُ } بالرفع والنصب قراءتان سبعيتان، فالرفع على أنه خبر لمحذوف أي هو يوم، والنصب على أنه مفعول لفعل محذوف، وقرئ شذوذاً برفعه لقطعه عن الإضافة، والجملة بعده نعت له. قوله: { شَيْئاً } (من المنفعة) جواب عما يقال: إن بعض الناس المقبولين يملكون الشفاعة لغيرهم، فالجواب: أن المنفي ثبوت الملك بالاستقلال، والشفاعة ليست كذلك، بل لا تكون إلا بإذن خاص. قوله: { وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } أي ظاهراً أو باطناً، فلا تصرف لغيره فيه أصلاً. قول: (بخلاف الدنيا) أي فالعبيد متصرفون فيها، وينسب لهم الملك والأمر والنهي ظاهراً.