التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
١٤
كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ
١٥
ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ ٱلْجَحِيمِ
١٦
ثُمَّ يُقَالُ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ
١٧
-المطففين

حاشية الصاوي

قوله: { بَلْ رَانَ } أي احاط وغطى كتغطية الغيم للسماء، ورد: "أن المؤمن إذا أذنب ذنباً، نكتت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها، وإذا زاد زادت حتى تعلو قلبه، فذلكم الران الذي ذكره الله تعالى في كتبه المبين" ، وقال أبو معاذ: الرين أن يسود القلب من الذنوب، والطبع أن يطبع على القلب، وهو اشد من الرين، والإقفال اشد من الطبع، وهو أن يقفل على القلب، قال تعالى { أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ } [محمد: 24]. قوله: (حقاً) وقيل: حرف ردع وزجر، أي ليس الأمر كما يقولون، بل { إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ } الخ، قوله: (فلا يرونه) هذا هو الصحيح، وقيل: يرونه ثم يحجبون حسرة وندامة. قوله: { ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ ٱلْجَحِيمِ } ثم للتراخي في الرتبة، فإن صلى الجحيم أشد من الإهانة والحرمان من الرحمة والكرامة. قوله: { ثُمَّ يُقَالُ } (لهم) أي من طرف الخزنة على سبيل التقريع والتوبيخ. قوله: { ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } أي في الدنيا.