التفاسير

< >
عرض

هَلُ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْجُنُودِ
١٧
فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ
١٨
بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي تَكْذِيبٍ
١٩
وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِمْ مُّحِيطٌ
٢٠
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ
٢١
فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ
٢٢
-البروج

حاشية الصاوي

قوله: { هَلُ أَتَاكَ } الخ، يصح أن تكون هل بمعنى قد، وإن كان سبق له إتيان، أو لطلب الأخبار إن لم يكن أتاه كما تقدم. قوله: (بدل من الجنود) أي على حذف مضاف، أي جنود فرعون، وهو بدل كل من كل، أو المراد بفرعون هو وقومه، واكتفى بذكره عنهم لأنهم أتباعه، وعليه اقتصر المفسر، وخص فرعون وثمود بالذكر لشهرتهما عند العرب. قوله: (وحديثهم أنهم) الخ، أي فهو ما صدر عنهم من التمادي في الكفر والضلال، وما حل بهم من العذاب. قوله: { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي من قومك، وهو اضراب انتقال للأشد كأنه قيل: ليس حال هؤلاء بأعجب من حال قومك، فإنهم مع عملهم بما حل بهم لم ينزجروا. قوله: { فِي تَكْذِيبٍ } (بما ذكروا) أي النبي والقرآن. قوله: { وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِمْ مُّحِيطٌ } أي وهم في قبضة قدره وتصريفه، كالشيء المحاط به، الذي لا يجد مخلصاً ولا مفراً فيجازيهم بأعمالهم.
قوله: { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ } اضراب عن شدة تكذيبهم، وعدم كفهم عنه إلى وصف القرآن بما ذكر، اشارة إلى أنه لا ريب ولا شك فيه، ولا يصل إليه تكذيب هؤلاء. قوله: (فوق السماء السابعة) أي معلق بالعرش. قوله: (بالجر) أي والرفع فهما سبعيتان، فالجر على أنه نعت للوح، والرفع على أنه نعت للقرآن. قوله: (طوله ما بين السماء) الخ، أي وهو عن يمين العرش، مكتوب في صدره: لا إله إلا الله وحده، دينه الإسلام، ومحمد عبده ورسوله، فمن آمن بالله وصدق بوعده واتبع رسله أدخله جنته. قوله: (وهو من درة بيضاء) أي وحافتاه الدر والياقوت، ودفتاه ياقوتة حمراء، وقلمة النور، وكتابته نور معقود بالعرش، وأصله في حجر ملك.