التفاسير

< >
عرض

لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٩١
وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ
٩٢
-التوبة

حاشية الصاوي

قوله: { لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ } هذا تخصيص لقوله فيما تقدم { { ٱنْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً } [التوبة: 41] والضعفاء جمع ضعيف، وهو ضعيف البنية النحيف. قوله: (كالشيوخ) أي النساء والصبيان. قوله: (والزمنى) من الزمانة، وهي العجز والابتلاء. قوله: { وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ } أي لفقرهم وعجزهم، كجهينة ومزينة وبني عذرة. قوله: { حَرَجٌ } اسم { لَّيْسَ } حذف من الأولين لدلالة الثالث عليه. قوله: { إِذَا نَصَحُواْ } شرط في قوله: { حَرَجٌ } والمعنى ليس على هؤلاء حرج، وقت نصحهم لله ورسوله. قوله: (بعدم الإرجاف) أي إثارة الفتن. قوله: (والتثبيط) أي تكسيل من أراد الخروج. قوله: (والطاعة) معطوف على عدم الإرجاف، والمعنى أن نصحهم كائن بالطاعة لله ورسوله، بأن يخلصوا الإيمان، ويسعوا في إيصال الخير إلى المجاهدين، ويقوموا بمصالح بيوتهم، وبعدم إثارة الفتن، وبعدم تكسيل غيرهم، بل لينشطوا ويرغبوا في الجهاد، وينهوا من أراد التخلف.
قوله: { مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ } إنما أظهر في مقام الإضمار إشارة إلى انتظامهم بنصحهم في سلك المحسنين، و{ مِن } زائدة للتأكيد، والجار والمجرور خبر مقدم، و{ مِن سَبِيلٍ } مبتدأ مؤخر، ويصح أن يكون فاعلاً بالجار والمجرور، لاعتماده على النفي.
قوله: { وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ } أي ليس عليهم سبيل. قوله: { إِذَا مَآ أَتَوْكَ } ما إذا وقعت بعد إذا تكون صلة. قوله: (إلى الغزو) أي وهي غزوة تبوك. قوله: (وهم سبعة من الأنصار) أي ويقال لهم البكاؤون، فحمل العباس منهم اثنين، وعثمان ثلاثة زيادة على الجيش الذي جهزه، وحمل يامين بن عمرو النضري اثنين. قوله: (وقيل بنو مقرن) أي كانوا ثلاثة إخوة، معقل وسويد والنعمان، وقيل: هم أصحاب أبي موسى الأشعري، وقد كان حلف أن لا يحملهم، ثم أتى له صلى الله عليه وسلم بإبل من السبي، فأرسلها لهم ليحملوا عليها، فقالوا: لا نركب حتى نسأل رسول الله، فإنه قد حلف أن لا يحملنا، فلعله نسي اليمين، فجاؤوه فقال ما معناه: لا أرى خيراً مما حلفت عليه إلا فعلته، ومثل هذه اليمين لا تكفر عند مالك، لوجود بساط اليمين حين الحلف، فكان يمينه مقيدة بعدم وجود ما يحملهم عليه، وتكفر عند الشافعي.
قوله: { قُلْتَ لاَ أَجِدُ } أي ليس عندي ما تحملون عليه، وفي هذا التعبير مزيد لطف بهم. قوله: (حال) أي من الكاف في أتوك، ويصح أن تكون هي الجواب، وجملة قوله: { تَوَلَّوْا } مستأنفة واقعة في جواب سؤال مقدر، وتقديره فماذا حصل لهم. قوله: { وَّأَعْيُنُهُمْ } الجملة حالية من فاعل { تَوَلَّوْا }. قوله: (للبيان) أي لجنس الفائض. قوله: { أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ } أشار المفسر إلى أنه مفعول لأجله، والعامل فيه { حَزَناً } الواقع مفعولاً له أو حالاً.