التفاسير

< >
عرض

لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
٣
-الاخلاص

حقائق التفسير

قال ابن على: { لَمْ يَلِدْ } دليل على الفردانية، { وَلَمْ يُولَدْ } دليل على الربوبية.
وقال جعفر: جلّ ربنا أن تدركه الأوهام، والعقول والعلوم بل هو كما وصف نفسه والكيفية عن وصفه غير معقولة سبحانه أن تصل الفهوم والعقول إلى كيفيته
{ { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } [القصص: 88]، وله البقاء والسرمدية، والأبدية، والوحدانية، والمشيئة والقدرة عز وجل تبارك وتعالى.
وقال الواسطى: نفى الحقائق، والإحاطة ثم أكده بقوله: { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } فلا يشار إلى ما لا كقوله بوجه كيف يطلق اللسان بما لا كقوله، ولا مثل له إلا إثبات دون المباينة وكيفية الصفات.
وقال عمرو المكى: تنزّل الخلق بوادى العلم يبشر ما توحَّد به منه فى القدم فى تيه العمى فيما أخفاه وعدوه عن الأعداء فى صحبة الأول بعلمه، وذلك قوله: { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ }.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الإسكندرانى يقول: سمعت أبا جعفر الملطى يحكى عن على بن موسى عن أبيه عن جعفر بن محمد رضى الله عنهم فى قوله: { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }.
قال معناه: أظهر ما تريده النفس بتأليف الحروف فإن الحقائق مصونة على أن يبلغها، وهم أوفهم وإظهار ذلك بالحروف ليهتدى بها من ألقى السمع، وهو إشارة إلى غائب وإنما هو تنبيه على معنى ثابت والواو إشارة إلى الغائب عن الحواس، والأحد الفرد الذى لا نظير له فمعنى قوله: { أحَدٌ } أى معبود يأله الخلائق إليه فيعجزوا عن إدراكه فإنه بألوهيته متعال عن الإدراك بالعقول والحواس، و{ ٱلصَّمَدُ } المتعال عن الكون والفساد، و{ ٱلصَّمَدُ } الذى لا يوصف بالتغاير، وسورة الإخلاص خمس كلمات: { ٱللَّهُ أَحَدٌ } دلالة على الفردانية { ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ } دلالة على العز و{ لَمْ يَلِدْ } معرفة الربوبية { وَلَمْ يُولَدْ } معرفة التنزيه { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } معرفة أن
{ { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [الشورى: 11] وهذه بأجمعها تدلك على الانقطاع إليه، والتبرئ مما سواه.