التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ يُغْشِى ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
٣
-الرعد

حقائق التفسير

قوله عز وجل: { وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ } [الآية: 3].
قال بعضهم: هو الذى بسط الأرض وجعل فيها أوتادًا من أوليائه، وسادة من عبيده، فإليهم الملجأ، وَبِهم الغياث فمن ضرب فى الأرض يقصدهم فاز ونجا، ومن كان سعيه لغيرهم خاب وخسر.
سمعت على بن سعيد يقول: سمعت أبا محمد الجريرى يقول: كان فى جوار الجنيد إنسان مصاب فى حربة، فلما مات الجنيد، وحملنا جنازته، فلمَّا رجعنا تقدم خطوات، وعلا موضعًا عاليًا، واستقبل بوجهه، وقال: يا أبا محمد أنَّى أرجع إلى تلك الحربة وقد فقدت ذلك السيد، ثم أنشأ يقول: وا أسفى من فراق قوم هم المصابيح والحصون والمدن والمزن والرواسى والخير والأمن والسكون لم تتغير لنا الليالى حتى توفتهم المنون فكل جفن لنا قلوب وكل ماء لنا عيون.
قوله عز وجل: { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الآية: 3].
قال بعضهم: الفكرة تصفية القلوب لموارد الفوائد.
قال أبو عثمان: الفكرة استرواح القلب من وساوس التدبير.
قال ابن عطاء: التبصرة لمن تفكر فى ابتداء الخلق، وانتهائهم، ومصير كلهم إلى الفناء، ودوام البقاء للأحد الصمد.