التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
٧٨
-النحل

حقائق التفسير

قوله عز وجل: { وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ } [الآية: 78].
قال الواسطى: أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تفهمون شيئًا مما أخذت عليكم من الميثاق فى وقت بلى.
وقال بعضهم: لا تعلمون شيئًا مما قضيت لكم وعليكم من الشقاوة والسعادة. ثم جعل للسعيد من عباده السمع ليسمع بهما لطيف ذكره والأبصار ليبصر بها عجائب صنعه والأفئدة ليكون عارفًا بصانعه ومخترعه وهذه الأعضاء والحواس هى الموجبة للشكر والشاكر من رأى منَّة الله تعالى عليه فى سلامة هذه الحواس وصاحب الكفران من يرى أنه يؤدى بها شكر شىء من نعم الله تعالى عليه شىء من أحواله.
قال أبو عثمان المغربى: جعل لكم السمع لتسمعوا به خطاب الأمر والنهى، والأبصار لتبصروا بها عجائب القدرة، والأفئدة لتعرفوا بها آثار موارد الحق عليكم.
{ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أى لعلكم تبصرون دوام نعمى عليكم فترجعوا إلى بابى.
قال بعضهم: تمام النعمة هو أن يرزق العبد الرضا بمجارى القضاء.
قال ابن عطاء: تمام النعمة فى الدنيا المعرفة وفى الآخرة الرؤية.
وسئل بعضهم: ما تمام النعمة؟ قال: هو التنعم فى الاستسلام وإسقاط التدبير.
قال أبو محمد الجريرى: تمام النعمة خلو القلب من الشرك الخفى وسلامة النفس من الرياء والسمعة.