التفاسير

< >
عرض

قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً
٦٧
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً
٦٨
-الكهف

حقائق التفسير

قوله تعالى: { قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً * وَكَيْفَ تَصْبِرُ } [الآية: 67].
قال جعفر: لن تصبر مع من هو دونك فكيف تصبر مع من هو فوقك.
قال الواسطىرحمه الله : قال الخضر لموسى: كيف تعنى التأديب والمجاهدة من لا يعرف مصادرها ومواردها.
سمعت أبا عثمان المغربى يقول: إنما أتى الناس من قبل أنهم لا يعرفون مقامهم مع الله، وإنما اشتغلوا بالعلوم والأعمال.
قال الله:
{ { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ } [هود: 17].
والبينة هى الكشف عن مراد الحق فيه، فإذا عرف مراده فيه استراح واطمأن وسكن، ومن ذلك أن يبدى له علم مجارى أحكامه قبل أن يجرى عليه فإذا جرت الأحكام عليه يصبر ولا يبت، كما قال الخضر لموسى صلى الله عليهما { وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً } [الآية: 68].
إى لو أحطت به خبرًا لصبرت ولكن ستر عنك محل هذا العلم لموضع التأديب والتهذيب لذلك قيل إن من عرف علم ما يجرى عليه صبر على أحكامه لعلمه بما يراد منه.
قال ابن عطاء فى هذه الآية: { إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً }.
قال: كره صحبة المخلوقين فآيسهُ مع صحبته بقوله: { إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } لعله يفارقه بهذه اللفظة فإن من وجد الله صاحبًا استوحش مما سواه.
وقال بعضهم: قال الخضر لموسى: { إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } ثم لم يصبر معه الخضر بقوله: { هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ } [الآية: 78].
ليعلم أنه ليس لِوَلىّ أن يتفرس فى نبى.