التفاسير

< >
عرض

تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً
٦٣
-مريم

حقائق التفسير

قال بعضهم فى هذه الآية: تجعل أهل الجنة وسكانها من يطلبها بفضلنا لا بعمله فإن الجنة ميراث سعادة الأزل لا ميراث الأعمال والعمل سمة ربما تتحقق.
وربما لا تتحقق، والتقوى نتيجة تلك السعادة وقوله: { مَن كَانَ تَقِيّاً } من كان رجوعه إلينا بنا لا غير.
وقال ذو النون: التقى من لا يدنس ظاهره بالمعارضات ولا باطنه بالعلات ويكون واقفًا مع الله موقف الاتفاق.
وقال الواسطىرحمه الله : إذا يلفت العقول الغاية وبلغ بها النهاية فحاصلها يرجع إلى حدث يليق بحدث حبك من ذلك قوله تعالى: { تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً } لما كان التقوى وصفك قابلك بما يليق بك وأعلمك أنه غاية ما يليق تقواك ونهايتك فى نجواك.
قال الواسطىرحمه الله : من تلقى الأشياء بالله لا ينقطع عن العبادة، ومن تلقاها بنفسه انقطع عن العبادة لأنه تلقاها بشواهد نصرتها وبهجتها فالتقيه هى سبب الحجة عن المتقى.
وقال بعضهم: التقوى مقوم على الخطرة، والهمة والفكرة، والنية، والعزم، والقصد، والحركة.