التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ
١٥٨
-البقرة

حقائق التفسير

قوله تعالى: { إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ } [الآية: 158].
قيل: إن من صعد الصفا ولم يصف سرُّه لله لم يبنِ عليه من شعائر الحج شىءٌ، ومن صعد المروة ولم تبين له حقائق المغيبات لم يظهر عليه من شعائر الحق شىء.
وقيل الصفا موضع المصافاة مع الحق، فمن لم يتجرد لمصافاة الحق معه فليعلم بتضييع أيامه وسعيه فى حجه. سمعت منصورًا يقول بإسناده عن جعفر قال: الصفا: الروح لصفائها من درن المخالفات والمروة: النفس لاستعمالها المروءة فى القيام بخدمة سيدِها وقال: الصفا صفاء المعرفة والمروة مروءة العارف. وقال الصفا التصفية من كدورات الدنيا وهوى النفس، والسعى هو الهرب إلى الله، فإذا اجتمع سعيك بالهرب إلى الله فلا تبطله بالنظر إلى غيره.
قوله عز وجل: { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [الآية: 62، 112، 262، 274، 277].
قال ابن عطاء: لا خوف عليهم عند الموت لما يلقون من البُشرى، ولا هم يحزنون على ما خلفوا من الأهل والأولاد؛ لعلمهم بأن الله تعالى خليفته عليهم.