التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّٰهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
٢٩
-البقرة

حقائق التفسير

قوله تعالى: { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً }.
قال: تستعينوا لتقووا به على طاعته لا لتصرفوه فى وجوه معصيته.
وقيل: خلق لكم ما فى الأرض ليَعُدَّ نعمه عليكم فيقتضى الشكر من نفسك لطلب المزيد منه.
قال أبو عثمان: وهب لك الكل وسخره لك؛ لتستدل به على سعة جوده وتسكن إلى ما ضمنه لك من جزيل العطاء فى المعاد ولا تستقل كثير بره على قليل عملك، فقد ابتداك تعظيم النعم قبل العمل وهو التوحيد.
وقال ابن عطاء: { خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } ليكون الكون كله لك وتكون لله كلاً تشتغل عمن أنت له.
وقال بعض البغداديين فى قوله: { خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } أنعم بها عليك، فإن الخلق عبدة النعم باستيلاء النعمة عليهم فمن طهر للحضرة أسقط عنه فالمنعم رؤية النعم.
وقال أبو الحسن النورى: على مقامات أهل الحقائق انقطاعهم عن العلائق.