التفاسير

< >
عرض

وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلاۤ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٠
-القصص

حقائق التفسير

قوله تعالى: { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغاً } [الآية: 10].
من الاهتمام بموسى لمّا أيقنت من ضمان الله تعالى لها فيه.
قوله تعالى: { إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ }، { إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ } [الآية: 10].
أى تظهر ما أوحى إليها فى السر من حفظه وردّه إليها فى السر من حفظه وردّه إليها ومنع أيدى الظلمة عنه.
وقال بعضهم: أصبح فؤاد أم موسى فارغًا من الاهتمام بموسى.
وقال الواسطى رحمة الله عليه: أصبح فؤاد أم موسى فارغًا من الأشغال كلها والوجد على ولدها لما ثبت عندها من صدق الوعد إن كانت لتبدى بما وعد الله لها فيه.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا بكر بن طاهر يقول: فارغًا من كل شىء سوى ذكر موسى، وهذا الذى أوجب على الوالدين كتمان وجدهم على أولادهم ما استطاعو فإذا صاروا مغلوبين كشف أحوالهم حينئذٍ.
سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت أبا العباس المطرّز يقول: سمعت فياض يقول: الصدر معدن الرأفة والقلب معدن الصحة والفؤاد برزخ بين الصدر والقلب والقلب معدن الأنوار.
قوله تعالى: { لَوْلاۤ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا } [الآية: 10].
قال ابن عطاء: لولا ما أمرناها به من الكتمان بحالها لأظهرت ما ضمن الله تعالى لها لموسى.
قال بعضهم: لولا أن أيدناها بالتوفيق والصبر لأبدت ما فى ضميرها من الوجد بولدها.
قال جعفر الصادق رحمة الله عليه: الصدر معدن التسليم، والقلب معدن اليقين، والفؤاد معدن النظر، والضمير معدن السر، والنفس مأوى كل حسنة وسيئة.
وقال يوسف بن الحسين: أمرت أم موسى بأمرين ونهيت عن نهيين وبُشرت ببشارتين فلم ينفعها ذلك دون الرّبط على القلب.
قال الله تعالى: { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ } [الآية: 7] { وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيۤ } [الآية: 7] نهيين. { إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } [الآية: 7] بشارتين، لم تغن عنها هذه الأسباب حتى تولى الله حياطتها قال الله تعالى: { لَوْلاۤ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا } [الآية: 10].