التفاسير

< >
عرض

تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
٨٣
-القصص

حقائق التفسير

قوله عز وجل: { تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً } [الآية: 83].
قال يحيى بن معاذ رحمة الله عليه: الدنيا خمر إبليس من شرب منها شربة لا يفيق إلا فى عسكر القيامة.
قال شاه: إن الله خلق الخلق مقتضيًا منهم الاعتراف له بالعبودية عدلاً إذ لم يكونوا فكوّنهم نصيب القلب المعرفة بوحدانيته ونصيب اللسان الإقرار بفردانيته ونصيب الجوارح الخضوع له بحسن الطاعة والتواضع والتذلل فأرفعهم عند الله أشدهم تواضعًا فى نفسه وأعزهم عزًا غدًا ألزمهم للذل اليوم.
قال ابن عطاء: العلو فى النظر إلى النفس والفساد النظر إلى الدنيا.
قال أبو عثمان: الفساد الأمن من المكر والكبر والفخر والعجب وأصل ذلك كله من الجهل ومن العجب، والجهل يكون الكبر وطلب العز فى الدنيا وطلب العلو فى الناس والعز هو الذى يتولد منه العجب.
قال ابن عطاء فى هذه الآية: { عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ } أى إقبالاً على النفس ورضاء بما يأتى، والفساد السكون إلى الأفعال والأقوال.
قال حمدون: لا أحدًا أدون ممن يتزين لدار فنائه ويتجمل الى من لا يملك خيره ونفعه.
أخبرنا محمد بن أحمد بن نفيل الرازى قال: حدثنا العباس بن حمزة قال: حدثنا أحمد بن أبى الحوارى قال: قال أحمد بن وديع: قال أبو معاوية فى هذه الآية: { تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ } قال: لمن لم يجزع من ذلها ولم ينافس فى عزها.