التفاسير

< >
عرض

ٱتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
٤٥
-العنكبوت

حقائق التفسير

قوله تعالى: { إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ } [الآية: 45].
قال بعضهم: تمام الصلاة بترك الفحشاء والمنكر قبل الصلاة وهو لأجل الجلال والتفكر فى عظمة الله فإذا قمت إليها قمت كأنك مذنب فترفع الحجاب فتقول الله أكبر بعقاب الفحشاء، ونيات المنكر.
قال جعفر: الصلاة إذا كانت مقبولة فإنها تنهى عن مطالعات الأعمال وطلب الأعراض.
قال سهل رحمة الله عليه فى هذه الآية: تزيين الانصراف عن الفحشاء والمنكر بواحدة وهو من الإخلاص فى الصلاة وكل صلاة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر ولا يوجد فيها تزيين الانصراف عنها فملعونة، والواجب تصفيتها.
قال ابن عطاء رحمة الله عليه: الصلاة المقبولة تمنع صاحبها يطلب عوضًا أو رؤية نفس فيها.
قوله تعالى: { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } [الآية: 45].
قال ابن عطاء: ذكر الله أكبر من ذكركم له لأن ذكره بلا علة وذكركم مشوب بالعلل والأمانى والسؤال.
وقال أيضًا: ذكرك له استجلاب نفع، وذكره لك إكرام وفضل.
قال أبو عثمان: ذكر الله أكبر لأنه ذكر باقٍ.
قال أبو بكر الوراق: ذكر الله لكم فى الأزل أكبر من ذكركم له فى الوقت، لأن ذكره لكم أطلق ألسنتكم بذكره.
وقال الواسطى رحمة الله عليه: من شاهد نفسه فى ذكره شاهد نفسه فى مقابلة من لا يقابله شىء والله تعالى يقول: { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } من أن يقوم أحد فيه بحق العبودية فكيف بحق الربوبية؟
وقال أيضًا: ذكر الله لكم فى الأزل أكبر وأحكم وأقدم وأتم.
قال القاسم: ذكر الله أكبر من أن تحويه أفهامكم وعقولكم وحقيقة الذكر طرد الغفلة فإذا لم يكن الغفلة فما وجه الذكر لأنه أكبر من أن يلحقه ذكر أو تداينه إشارة؛ لأن الإشارة يطلبها الأين والأين يلحقها الحين.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: قال ابن عطاء فى قوله: { وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ } من أن يبقى على صاحبه عقاب الفحشاء.
وقال أيضًا: الله أكبر من أن يبقى على صاحبه وذاكره شىء سوى مذكوره.