التفاسير

< >
عرض

قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٢٦
-آل عمران

حقائق التفسير

قوله تعالى: { قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ } [الآية: 26].
قال الواسطى: عَزَّى المُلوكَ بذلك فأعلمهم أنهم مجبُورُونَ فى مُلكهم وأن المُلكَ عَوارى لديهم بقولهِ: { تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ }.
قال أبو عثمان: الملك: الايمان وهذا دليل أن الإيمان لا يتحقق على شخص إلا بعد الكشف والسلامة له فى الانقلاب إلى ربه، فربما يكون عارية وربما يكون عطاء. قال الله تعالى: { تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ } فهو مترسمٌ برسم الملوكِ، وقد نُزعَ منه مُلكُه.
قال محمد بن على: المعرفةُ، تُعطى معرفتك من تشاءُ من عبادك وتنزعُها ممن تشاء، وتعز من تشاء باصطفائك واجتبائك، وتذلُّ من تشاءُ بالإعراض عنه، بيدك الخيرُ أى منك الاصطفاءُ والاجتباءُ قبل إظهار عبادةِ العابدين.
قال الحسينُ: تؤتى الملك من تشاء "فتشغله به، وتنزع الملك ممَّن تشاءُ أى ممن اصطفيتهُ لك، فلا يؤثرُ فيه أسبابُ الملك، لأنه فى أسرَارِ الملك، وتُعزُ من تشاءُ بإظهار عزتك عليه وتُذل من تشاءُ بإنصافه برسُومِ الهياكل.
قال الواسطىُ في هذه الآية: طُوبى لمن مُلكُه قلبُه وجوارحهُ كى يسلمَ من شُرورهما.
قال الشبلىرحمه الله فى قوله تعالى: { تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ } هذه الآية الملكُ: الاستغناءُ بالمكوّنِ عن الكونين.