التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
٦٠
-غافر

حقائق التفسير

قوله تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [الآية: 60].
قال الوراق: ادعونى على جدارة الاضطرار والالتجاء دعاء من لا يكون له ملجأ ولا مرجع إلى سواى: أستجب.
وقال محمد بن على: من دعا الله ولم يعمر قبل ذلك سبيل الدعاء بالتوبة والإنابة وأكل الحلال واتباع السنة ومراعاة السر كان دعاؤه مردودًا فأخشى أن يكون جوابه الطرد واللعنة.
وقال يحيى بن معاذ: ادعونى بصدق الالتجاء أستجب لكم صالح الدعاء.
وقيل لسهل: ما معنى قولهم: الدعاء أفضل العمل؟ فقال: لأن فيه الفقر والفاقة والالتجاء والتضرع.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز قال: قال ابن عطاء رحمة الله عليه: للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات فإن وافق أركانه قوى وإن وافق أجنحته طار فى السماء وإن وافق مواقيته فاز وإن وافق أسبابه أفلح. فأركانه: حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعه من الأسباب، وأجنحته: الصدق، ومواقيته: الأسحار، وأسبابه: الصلوات على محمد صلى الله عليه وسلم.
{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ } قال بعضهم: لتسكنوا فيه إلى روح المناجاة { وَٱلنَّهَـارَ مُبْصِـراً } لتبصروا فيه بوادى القدرة.
وقال بعضهم: لتسكنوا فيه عن حركات طلب الأرزاق.
وقال بعضهم: لتحاسبوا أنفسكم بخيانات النهار.
قوله تعالى: { ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [الآية: 60].
سمعت منصور بن عبد الله الأصفهانى يقول: سمعت الشبلى يقول: وقد سئل عن قوله: { ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ } فقال: أوه من أمر ولمن أمر وكيف أمر وبأى أمرٍ أمر وبأى شىء أمر وما المراد فيما أمر، بلى والله أمرنا أن نكون بلا نحن فى سر ظهر الغيب سرًا بسر متصل وأما على الظاهر فقال: ادعونى ولا تدعوا معى سواى فإذا وجدتمونى فقد وجدتم الكل.
سمعت النصرآباذى يقول: ناب عن خلقه بالدعاء وناب عنهم بالإجابة فكل يدعو على ما ناب عنه ومن لم ينب عنه فهو المحروم فى الدعاء والممنوع من الإجابة.
قال ابن عطاء: ادعونى واستجيبوا أستجب لكم.
قال بعضهم: كم منا دعا ربه عند نفسه وهو فى الحقيقة دعا غيره وعبد سواه.