التفاسير

< >
عرض

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٣٩
-فصلت

حقائق التفسير

قوله عز وعلا: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً } [الآية: 39].
قال عمرو بن عثمان المكى: إن لله عز وجل قلوبًا فى الأوعية من الأجسام أودع بها ودائع وأخفاها على الخلق فإذا نزل عليها مياه رحمته وبركات نظره وآثار برّه استخرج ودائعه فعرَّف القلوب محل الودائع وأظهر على النفس بركاتها وألقى على الخلق هيبة صاحبها فهو فى هيبة عند الخلق وانكسار عند نفسه وشفقة ونصيحة للخلق وخوف دائم من ذنوبه وذلك من آيات الله الظاهرة وهو حقيقة قوله: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } إن الذى أحيا تلك النفوس بتلك الودائع قادر أن يحيى ببركة نظره قلوبًا غفلت عنه وأنفسًا ماتت عن القيام بخدمته.