التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوۤاْ إِيمَٰناً مَّعَ إِيمَٰنِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً
٤
-الفتح

حقائق التفسير

قوله عز وعلا: { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [الآية: 4].
قال الواسطى: البصيرة مكشوفة والسكينة مستورة ألا ترى إلى قوله: { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } فبالسكينة ظهرت البصيرة والسكينة هداية والبصيرة عناية وإذا أكرم العبد بالسكينة يصير المفقود عنده موجودًا والموجود مفقودًا.
سئل بعضهم: ما أول ما كاشف الله به عباده؟ قال: المعارف ثم الوسائل ثم السكينة ثم البصائر، فلما كاشفه الحق بالبصائر عرف الأشياء من الجواهر كأبى بكر الصديق رضى الله عنه ما أخطأ فى نطق.
قوله عز وعلا: { لِيَزْدَادُوۤاْ إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ } [الآية: 4].
قال التزمذى: الطمأنينة فى القلب من السكينة وزيادة الأنوار فى القلب من زيادة الإيمان.
قوله تعالى: { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } [الآية: 4].
قال سهل: جنوده مختلفة فجنوده فى السماء الملائكة وجنوده فى الأرض الغزاة.
وقال أيضاً: جنود السماوات القلوب وجنود الأرض النفوس.
وقال بعضهم: ما سلط الله عليك فهو من جنوده إن سلط عليك نفسك أهلك نفسك بنفسك وإن سلط عليك جوارحك أهلك جوارحك بجوارحك وإن سلط نفسك على قلبك قادتك فى متابعة الهوى وطاعة الشيطان وإن سلط قلبك على نفسك وجوارحك زمها بالأدب وألزمها العبادة وزينها بالإخلاص فى العبودية وهذا تفسير قوله: { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ }.