التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
٣
-الحديد

حقائق التفسير

قوله تعالى: { هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ } [الآية: 3].
قال الواسطى: لم يدع للخلق نفسًا بعدما أخبر عن نفسه أنه الأول والآخر والظاهر والباطن.
قال سهل: اسم الله الأعظم مكنى عنه فى ست آيات فى أول سورة الحديد من قوله: هو الأول والآخر والظاهر والباطن ليس فى الأسماء معنى المعرفة فى المسمى ولا المعنى فى عبادته إلا المعرفة بالمعبود.
سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: سمعت محمد بن الفضل وقد سئل عن قوله: { هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ } فقال: أول ببره وآخر بعفوه وظاهر بإحسانه وباطن بستره.
وقال الواسطى رحمة الله عليه: من كان حظه من اسمه الأول كان شغله بما سبق ومن لاحظ اسمه الآخر كان مرتبطاً بما يستقبله ومن كان حظه من اسمه الظاهر لاحظ عجائب قدرته ومن كان من اسمه الباطن لاحظ ما جرى فى السرائر من أنواره.
قال جعفر: هو الذى أول الأول وأخر الآخر وأظهر الظاهر وأبطن الباطن فسقطت هذه المعانى وبقى هو.
قال أبو بكر بن طاهر: { هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ } هو الأول لآخره والآخر لأوله والظاهر لباطنه والباطن لظاهره.
وقال أبو الحسين الواسطى: الأول المتقدم لكل أول والموجود قبل كل موهوم.
قال بعضهم: الأول السابق إلى فعل الخير والمتقدّم كل محسن إلى فعل الإحسان.
وقال بعضهم: الآخر الباقى بعد فقد الخلق لفعل الإحسان والظاهر الغالب لكل أحد ومن ظهر على شىء فقد غلبه والظاهر الذى يعلم الظواهر ويشرف على السرائر والظاهر الذى ظهر للعقول بالأعلام وظهر للأرواح باليقين وإن خفى على أعين الناظرين والباطن الذى عرف الغائبات وأشرف على المستترات واستبطن علم المغيبات والباطن الذى خفى على الظاهر فلم يدرك إلا على السرائر.
قال ابن عطاء: من كان شغله من هذه: الأول كان شغله بما سبق فى السبق من مشيئته وقضائه ومنعه وعطائه ومن كان شغله بالآخرة كان شغله بما يستقبله من الأمر فى التنقيل والتحويل على الدهور ومن كان شغله بالظاهر لاحظ عجائب قدرته وسلطانه وفضله وعدله ومن كان شغله الباطن دهش وذهل وتحير وخرس لسانه فلا له عبارة تعبر عنه ولا إشارة تشير وكوشف على قدر طاقته وطبعه فذهل فيها إلاّ من تولاه ببره وقام عنه بنفسه.
قال أيضاً: من كان حظه من اسمه الظاهر زين ظاهره بأنواع الخدمة ومن كان حظه من اسمه الباطن زين اسمه بأنوار العصمة.
قال الواسطى: حظوظ الأنبياء مع تباينها من أربعة أسامٍ وقيام كل فريق باسم فمن جمعها كلها فهو أوسطهم ومن فتئ عنها بعد ملابساتها فهو الكامل التام وهو قوله: { هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ }.
وقال القناد: الأول السابق لكل خير والمتقدم لكل محسن إلى فعل الإحسان والآخر هو الخاتم بفعل الإحسان وكل من ختم بفعل الخير فهو ممدوح به إذ هو آخر فيه كما أن من سبق فيه فهو ممدوح لذلك. كان النبى صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء فكان خاتم النبيين.