التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَاهُمُ ٱللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي ٱلْمُؤْمِنِينَ فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ
٢
-الحشر

حقائق التفسير

قوله تعالى: { فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } [الآية: 2].
قال أبو على الجوزجانى: المعتبر يعتبر إذا رأى من الدنيا شيئاً ليس له إليه حاجة فكأنه جاء من الآخرة وهو يريد العود إليها يرى الدنيا للفناء وينظر العاملين فيها للموت وعمارتها للخراب وأولو الأبصار هم أهل البصائر فى أمر الله وطاعته ورأوا الدنيا بعين الفناء والاخرة بعين البقاء فهم المعتبرون لا غير.
وقال يحيى بن معاذ: من لم يعتبر بالمعاينة لم ينتفع بالموعظة من اعتبر بالمعاينة استغنى عن الموعظة قال الله: { فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ }.
قوله تعالى: { يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي ٱلْمُؤْمِنِينَ } [الآية: 2].
قال سهل: يبطلون أعمالهم باتباع البدع وهجرانهم طريقة الاقتداء أو السنة. وأيدى المؤمنين أى فى مجانبة المؤمنين ومشاهدتهم ومجالستهم فيحرمون بركاتهم.
قال بعضهم: { يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ } أى قلوبهم بجهلهم وغفلتهم { فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } من فعل ذلك بهم على بصيرة أن الأمر كله إليه
{ لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلأَمْرِ شَيْءٌ } [آل عمران: 128].