التفاسير

< >
عرض

لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ
٨
-الحشر

حقائق التفسير

قوله تعالى: { لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ } [الآية: 8].
قال ابن عطاء: هم الذين تركوا كل علاقة وسبب ولم يلتفتوا من الكون وفرغو أنفسهم لعبادة ربهم واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم وشغلهم فرحهم بما وفق لهم من معرفة ربهم وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم عن حب الأهل والولد والديار والأموال وفقوا له من أولئك الذين أثنى الله عليهم وجعلهم أئمة العارفين ومحل أدب المريدين.
سمعت سعيد بن أحمد يقول: سئل أبو الحسين البوشيخى عن التصوف ما هو؟ فقال: فراغ القلب وخلو اليدين وقلة المبالاة بالأشكال أما فراغ القلب ففى قوله: { وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ... } [الآية: 9] وأما خلو اليدين فقوله { لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ... } الآية.
وأما قلة المبالاة بالاشتغال فقوله:
{ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاۤئِمٍ } [المائدة: 54]. وقال الخراز: من عطف بقلبه على شىء سوى ربه فليس بفقير لأن الله يقول: { لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ... } الآية.
وسئل الحسين: من الفقراء؟ فقال الذين وقفوا مع الحق راضين على جريان إرادته فيهم.