التفاسير

< >
عرض

ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَ ثْمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ
١
-الأنعام

حقائق التفسير

قوله عز وعلا: { ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } [الآية: 1].
قيل: حمد نفسه بنفسه حين علم عجز الخلق عن بلوغ حمده.
وقيل: حمد نفسه على ما أبدى الخلق من مصالحهم ومعايشهم لغفلة الخلق عن ذلك.
وقيل فى قوله: { خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } قال: السماوات سماوات المعرفة، والأرض أرض الخدمة.
وقيل فى هذه الآية من ذا الذى يستحق الحمد، إلا من يقدر على مثل هذا الخلق من السماوات والأرض وما فيهما.
وسُئل الواسطى رحمة الله عليه ما الحكمة فى إظهار الكون بقوله خلق السماوات والأرض؟ فقال: لا حاجة به إلى الكون، لأن فقد الكون ظهوره وظهوره فقده عنده، فإن قيل لإظهار الربوبية قيل: ربوبيته كانت ظاهرة ولم يظهر ربوبيته لغيره قط، لأنه لا طاقة لأحد فى ظهور ربوبيته، بل أظهر الكون وحجب الكون بالكون، لئلا تظهر لأحد الربوبية فينطمس، لأن الحق لا يحتمله إلا الحق.
وسُئل بعضهم: ما الحكمة فى إظهار الكون؟ قال: ارتفاع العلة، فإذا ارتفعت العلة ظهرت الحكمة.
قوله تعالى: { وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَاتِ وَٱلنُّورَ }.
قال بعضهم: أبدأ الظلمات فى الهياكل والنور فى الأرواح.
وقال بعضهم: جعل الظلمات الكفر والمعاصى، وجعل النور الإيمان والطاعات.
وقال الواسطى: هو الكفر والمعاصى والنور والإيمان، وأصله الافتراق والاقتران.
وقال بعضهم: جعل الظلمات والنور، الظلمات: أعمال البدن والنور: فى التفويض.