التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ
٧٦
-الأنعام

حقائق التفسير

قوله عز اسمه: { فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي } [الآية: 76].
قال بعضهم: كَمُنَ فيه كواكب الوحدانية وشموسها وأقمارها، فغلب به الشكوك فى رؤية الأقمار والنجوم والشمس.
قال الواسطى رحمة الله عليه: فى قوله رأى كوكبًا قال: إنه كان يطالع الحق بسره لا الكواكب، وكذلك فى الشمس والقمر بقوله: { لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ } عند رجوعه إلى أوصافه بارتفاع المعنى البادى عليه، أنى لا أحب زوال ما استوفانى من لذة المشاهدة فأذهلنى عنه وأحضرنى فيه.
وقال النصرآباذى: أراه بالفرع الأفول وأراه فى الأصول نفى الأفول وبطلانه فقال: { لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ }.
وقال أيضًا: أراه الأفول حتى هيمه فيمن لا أفول له وأنشد:

أَنَّ شمسَ النَّهار تَغرُبُ باللَّيلِ وشمسَ القُلُوب ليسَ تَغِيبُ

قال ابن عطاء فى هذه الآية { هَـٰذَا رَبِّي } قال: كان الأول تفريقًا للقوم، والثانى مسأله الازدياد للهداية، فلما أزال العذر والتقريع به وقام بالحجة رجع إلى البراءة.
وقال: { يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }.
وقيل هذا دليل على ربى، لأن ربى لم يزل ولا يزال ولا يزول وهذا آفل، ومن لا يقوم بنفسه، وتحويه الأماكن ويزول منها لا يكون ربًا.
وقال بعضهم: لما أظلم عليه الكون وعمى عن الاختيار وألجأه الاضطرار إلى النفس، الاضطرار ورد على قلبه من أنوار الربوبية فقال: هذا ربى ثم كشف له عن أنوار الهيبة فازداد نورًا، فصاح ثم أفنى بنور الإلهية عن معنى البشرية فقال: { لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي } ثم أبقى ببقاء الباقى فقال: { يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }.