التفاسير

< >
عرض

يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ
٨
-المنافقون

حقائق التفسير

قوله تعالى: { وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [الآية: 8].
سئل الواسطى: ما الذى يدفع به الحسد؟ قال مجانبة التعزز فى الأوقات كلها إلا فى ذات الله لأن الله يقول: { وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } حقيقة العزة لله وتمام العزة للرسول صلى الله عليه وسلم وظاهر العزة للمؤمنين.
قال الواسطى: عزة الله أن لا يكون شىء إلا بمشيئته وإرادته وعزة المرسلين أنهم آمنون من زوال الإيمان وعزة المؤمنين أمنهم من دوام العقوبة.
وقال ابن عطاء: عزة الله العظمة والقدرة وعزة الرسول النبوة والشفاعة وعزة المؤمنين التواضع والسخاء.
قال الكتانى: لا تطلب العزة إلا فى طاعة الله لأنها وضعت فى ذلك ولا السرور إلا فى الذكر ولا السلامة إلاَّ فى الخلوة.
وقال القاسم فى قوله: { وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ }. قال العزة لله أن لا يكون الشىء إلا بمشيئته وعزة الرسول أنهم آمنون من زوال النبوة وعزة المؤمنين أنهم آمنون من دوام العقوبة وعزة العامة خروجهم من ذل المعصية إلى عز الطاعة.
سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: سمعت محمد بن على الكتانى يقول: غاية العز الافتقار إلى الله جل وعز.
سمعت عبد الله بن محمد الرازى يقول: سمعت أبا سعيد قعنب بن أحمد بن عمرو ابن مجاشع يقول: سمعت محمد بن أحمد بن وردان يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: قال عبد الله بن عبد الحليم الشافعى قال: يا أبا محمد من لم تعزه التقوى فلا عز له ولقد ولدت بغزة وربيت بالحجاز وما عندنا قوت ليلة وما بتنا جياعاً قط.