التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ
٢
-الملك

حقائق التفسير

قوله تعالى: { ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ } [الآية: 2].
قال سهل: الموت فى الدنيا بالمعصية وفى الآخرة بالطاعة فى الدنيا.
وقال عبد العزيز فى قوله: { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } أى أيكم أحسن استقامة على الأوامر، وقال: { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } أى أيكم الذى يدركه التوفيق فيحببه فى الطاعة ويبعده عن المعصية. وقال فى قوله: { ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ } العزيز الممتنع فى ملكه والغفور الحكيم فى تدبيره لخلقه.
وقال الواسطى: حسن العمل ترك التزيين به.
قال الجنيد: حياة الأجساد مخلوقة، وهى التى قال الله: { خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ } وحياة الله دائمة لا انقضاء لها أوصلها إلى أوليائه فى قديم الدهر الذى ليس له ابتداء بمراده قبل أن يخلقهم فكانوا فى عمله أحياء يراهم قبل إيجادهم ثم أظهرهم وأعارهم الحياة المخلوقة التى أحيا بها الخلق وأماتهم فكانوا فى سره بعد الوفاة كما كانوا ثم ردَّ عليهم حياة الأبد وكانوا أحياء واتصل الأبد بالأبد فصار أبداً فى الأبد.
قال عبد العزيز: أى أيكم أحسن استقامة على الأوامر.
قال بعضهم: أيكم أفرغ قلباً وأصفى ذهنًا وأحسن سمتًا وهديًا.
وقيل: حسن العمل نسيان العمل ورؤية الفضل.
وقال عطاء: الذى خلق الموت للعبرة والحياة للأمل والغفلة.
قال الواسطى: من أحياه الله عند ذكره فى أزله لا يموت أبدًا ومن أماته فى ذلك لا يحيى أبدًا وكم حى غافل عن حياته وميت غافل عن مماته.
قال سهل: { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } أى أيكم أحسن توكلاً.
وقال بعضهم: { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } أى أعرف بالطريق إلى الله.
وقال بعضهم: أيكم أصدق لهجة.
وقال بعضهم: أيكم أعرف بعيوب نفسه.
قوله تعالى: { فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ... } [الآية: 2، 3].
قال الواسطى: كرتين: أى قلبًا وبصرًا لأن الأول كان بالعين خاصة. { هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ } أى أبدًا لم يكن فى خلقى فطور فأنا أشد امتناعًا من الاستغراق والاستحراق.