التفاسير

< >
عرض

فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ
٤٤
-القلم

حقائق التفسير

قوله تعالى: { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } [الآية: 44].
قال القتاد: لم يعاقبهم فى وقت مخالفتهم فيستيقظوا بل أمهلناهم ومددناهم فى النعم حتى زال عنهم خاطر التذكير وكانوا منعمين فى الظاهر مستدرجين فى الحقيقة.
قال بعضهم: إذا استقل النعم واشتكى فهو مستدرج.
قال الواسطى: لو كشف للخلق لصاروا حيارى ولكن بدأهم بالتلبيس والستر ثم يكشف ليعرفوا قدر ماهم عليه وأما الغاية فهو الاستدراج.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: قال ابن عطاء: كلما أحدثوا خطيئة جددنا لهم نعمة وننسيهم الاستغفار.
وقال أبو الحسن بن هند: المستدرج سكران والسكران لا يصل إليه ألم فجع المصيبة إلا بعد إفاقة فإذا أفاقوا من سكرتهم خلص إلى قلوبهم ذلك فانزعجوا ولم يطمئنوا والاستدراج هو السكون إلى اللذات والتنعم بالنعمة ونسيان ما تحت النعم من المحن والاعتداد بحكم الله عز وجل.
قال الخراز: الاستدراج فقدان اليقين لأن باليقين تستبين فوائد باطنه فإذا فقد اليقين فقد فوائد باطنه واشتغل بظاهره واستكثر من نفسه حركاته وسعيه لغيبوبته عن المنة.