التفاسير

< >
عرض

فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ
٤٨
-القلم

حقائق التفسير

قوله تعالى: { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ } [الآية: 48].
قال أبو بكر الوراق: لا يستقيم الزهد إلا بالصبر لأن الصبر يجنبك آفات الدنيا ويحملك على الروح والراحة ويزيد فى عقلك ويشفيك من كل داء ويخلصك من كل مهم والصبر يفيدك كل يوم من أدويته دواء يدلك به على رشدك والصبر لا يسقيك مرارة إلا مشوبة بحلاوة والصبر يقهر أعداءك ويغلبهم وهو النفس والهوى والشيطان والصبر سائق إليك جميع مصالحك ومحاسنك عاجلاً وآجلاً.
قال ابن عطاء: لم يكن هذا نقصًا لصاحب الحوت ولكنه طلب استزادة من النبى صلى الله عليه وسلم.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت جعفر بن محمد يقول: سمعت الجنيد يقول: فى كتاب صبر الأنبياء قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ ٱلْحُوتِ } يستكشف بندائه ما مسه من ألم بلائه ويستغيث مع وجود العزم على القيام بواجب الصبر خوف دخول العجز وإشفاقًا من ملامة العلم عند الإصغاء إلى الإبقاء على النفس التى لولا تدارك المنعم بالحفظ عند أول بادئ من البلاء لدخل العجز بسلطان قهره عليها لكن لوَّح له تعريض الخطاب: { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ... } [الآية: 49].