التفاسير

< >
عرض

وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ
٥١
-الحاقة

حقائق التفسير

قال الجنيد: حق اليقين ما يحقق العبد بذلك معرفته بالحق وهو أن يشاهد العيون كمشاهدته المرئيات مشاهدة عيان ويحكم على المغيبات ويخبر عنها بالصدق كما أخبر الصديق الأكبر فى مشاهدة النبى صلى الله عليه وسلم وبين يديه حين الرسالة ماذا أبقيت لنفسك. قال الله تعالى ورسوله فأخبر عن تحققه بالحق وقطعه عن كل ما سواه ووقوفه معه ولم يسأله النبى صلى الله عليه وسلم عن كيفية ما أشار إليه لما عرف من صدقه وبلوغه المتمنى فيه، ولما قصر حال حارثة عن حاله لما قال: أصبحت مؤمناً حقاً فأخبر عن حقيقة إيمانه سأله النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك لما كان يجد فى نفسه من عظيم دعواه ثم لما أخبر لم يحكم له بذلك.
وقال: عرفت فالزم أى عرفت الطريق فى حقيقة الإيمان فالزم الطريقة حتى تبلغ وترك حال أبى بكر رضى الله عنه مستورًا من غير استخبار عنه ولا استكشاف لما علم من صدقه فيما ادعى هذا مقام حق الميقين.