التفاسير

< >
عرض

وَقَطَّعْنَاهُمُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ ٱسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ فَٱنبَجَسَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
١٦٠
-الأعراف

حقائق التفسير

قوله تعالى: { فَٱنبَجَسَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ } [الآية: 160].
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم الإسكندرانى يقول: سمعت أبا جعفر الفلسطينى يحكى عن الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد عليه السلام فى هذه الآية قال: انبجست من المعرفة اثنتا عشرة عينًا، يشرب كل أهل مرتبة فى مقام من عين من تلك العيون على قدرها، فأول عين منها عين التوحيد، والثانية عين العبودية والسرور بها، والثالثة عين الإخلاص، والرابعة عين الصدق، والخامسة عين التواضع، والسادسة عين الرضا والتفويض، والسابعة عين السكينة والوقار، والثامنة عين السخاء والثقة بالله، والتاسعة عين اليقين، والعاشرة عين العقل، والحادية عشر عين المحبة، والثانية عشر عين الأنس والخلوة، وهى عين المعرفة بنفسها، ومنها تنفجر هذه العيون، ومن شرب من عين منها يجد حلاوتها ويطمع فى العين التى هى أرفع منها، من عين إلى عين حتى يصل إلى الأصل، وإذا وصل إلى الأصل تحقق بالحق.
قوله تعالى: { قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ }.
قال بعضهم: ظهر لكل سالك سلوكه وآثار براهينه وبركات سعيه وأنوار حقائقه.